بشارة املستشار وحفل محمد عبده

بشرنا املستشار باألمانة العامة ملجلس الوزراء فهد السكيت، جزاه الله خـيـرا، بأنه ال رجعة عـن قــرار رفــع الـدعـم عـن أسـعـار الكهرباء، وقـد سبق هـذه البشارة صـدور فواتير املياه والتي تجاوزت خانة آالف الــريــاالت، وحـتـى ال أكـــون متعديا فــي حـكـمـي، ســوف أتحدث عن نفسي عمال بما ينهرنا به البعض عندما نتكلم بلغة الجماعة فيقول «تكلم عــن نـفـسـك»، وسأتكلم عــن نفسي حيث فوجئت بأن مبلغ فاتورة املياه يتجاوز ميزانيتي الشهرية، وهو مبلغ أتوقع بأن شركة املياه الوطنية كانت تحسب أنني أمتلك مسبحا أولومبيا، وأنـنـي مـسـؤول عـن أمـاكـن الـوضـوء فـي مسجد حينا، وأضـيـف إلى ذلـــك انــتــظــاري لـقـفـزة أســعــار الــوقــود والــتــي سبقها ارتــفــاع رسوم الخدمات جميعها بنسب متفاوتة، إلى جانب زيـادة أسعار السلع االستهالكية وعلى األخص الغذائية منها، فالكرماء من تجارنا لم يعلموا بعد بأن املعاش كما هو، وقد تآكل جزء منه بعد إعادة النظر في املخصصات الشهرية التي كانت تضاف إليه. ولنقس على ذلك أسعارًا ملتهبة أخـرى كرسوم املــدارس الخاصة، وأسعار الوجبات في املطاعم املتنوعة، ناهيك عن صيانة أي شيء، حتى «الخياطني» سامحهم الله رفعوا أسعارهم، وبالطبع فـإن على الفرد أن يتأقلم ويـتـكـيـف مــع هـــذا الــوضــع فـيـشـد عـلـى يـــده، ويـغـيـر مــن سلوكياته االستهالكية فال داعي مثال لحضور حفلة محمد عبده وشراء تذكرة حتى فـي املستوى الـسـادس بـــ053 ريــاال أو املستوى األول 2500ـب ريــال، ومـع حبي لفنان العرب فإنني لن أدفــع هـذا املبلغ حتى ولو أقــام حفلة خـاصـة فـي منزلي ال يحضرها غـيـري، وال داعــي أيضا للتفكير أو الحلم «مـع االعـتـذار ملصطفى األغــا» حيث انجرفت في ذلك الحلم وتضخمت فاتورة جوالي ولم يتحقق حتى ولو بقيمة الـرسـائـل الـتـي بعثتها، ال داعــي للتفكير فـي شــراء أو اسـتـهـالك ما يمكن استبداله بأسعار معقولة وغير مكلفة، وقد يكون الواحد فينا مضطرا إلى «الصيني» رغم أن األصدقاء الصينيني أرهقوا جيوبنا وعرضونا للمخاطر من جراء تواضع جودة السلع التي تتدفق على أسواقنا وال تعمر كثيرا نظرا لهشاشة بعضها، رغم شكلها الجذاب والـذي ينطبق عليه املثل الشعبي «من برا الله الله ومن جوا يعلم الــلــه». ال أريــد أن أخــرج عـن موضوعي األســاســي وهــو أن علينا أن نتكيف مع أوضاعنا املادية حتى نستطيع أن نعيش بسالم مادي مع ما سخره الله لنا.