Okaz

احلوار.. ركيزة ال خيار

-

نشتكي أنــه ال حـــوار فــي األســــرة، ال حـــوار فــي املــدرســ­ة، ال حوار في العمل، ال حوار في الرياضة.. وال حوار حتى بن الزوجن. ولو سألتهم جميعا لقالوا لك: جربنا وما نفع! واملعضلة أساسا هي عدم الوعي بأبجديات الحوار الكفيلة بتحقيق مفهومه الشامل. فالكثير يعتقدون أن الحوار ما هو إال استنطاق أجوبة من سلسلة أسئلة، وهناك دائما طرف أحق من اآلخر بتوجيه األسئلة، وعلى الطرف اآلخر االلتزام بتوفير األجوبة، وينسى الجميع أن ما يحدث هنا هو «تحقيق» وليس حوارا بأي شكل من األشكال. من أبجديات الحوار يا سادة أن يؤمن الطرفان املتحاوران بــأن لـكـل منهما الــحــق فــي التعبير عــن رأيــــه، وقناعاته، وتــطــلــ­عــاتــه. يــلــي ذلــــك اإليـــمــ­ـان املــطــلـ­ـق بــــأن لــكــل منهما الحق في نثر السؤال قبل الحق األكيد في تلقي اإلجابة، حتى وإن كانت مجرد عبارة «ال أعلم!». هذا على صعيد األساس.. لترتقي املسألة بعد ذلك إلى آفاق ال حدود لها من فرص التعايش واملساملة والتحاب. ومــن املــهــم الــيــوم أن ننتبه جميعا إلــى مــا يتيحه مركز املــلــك عــبــدالـ­ـعــزيــز لــلــحــو­ار الــوطــنـ­ـي مـــن خـــالل أكاديمية الــحــوار للتدريب، فـهـذه املؤسسة التعليمية املنبثقة عن املــركــز تتيح مــســارات تدريبية تـؤكـد وعــي املــركــز الالفت باحتياجات املجتمع السعودي، وبمرور سريع على بعض هذه املسارات التدريبية ومن بينها: التدريب على الحوار مــع الــطــفــ­ل، الـــحـــو­ار األســـــر­ي، الـــحـــو­ار الــريــاض­ــي، الحوار اإلعــالمـ­ـي، الــحــوار الــتــربـ­ـوي، الــحــوار الــحــضــ­اري، الحوار املجتمعي، الــحــوار مـع الـحـاج واملعتمر والــزائــ­ر، الحوار الفكري، إلى جانب حقائب تدريبية متخصصة في تنمية مهارات االتصال كحقيبة لغة «برايل» وحقيبة الحوار من أجل السالم. واألجمل من كل هذا، أن التدريب على مختلف أنواع الحوار متنقل بن مدن اململكة، ومنعقد على فترات متكررة خالل العام. ما الذي بقي؟ بقي أن تبادر املؤسسات التربوية والرياضية واإلعالمية على إلحاق منسوبيها بهذه الــدورات، تماما كما يجدر بكل فــرد وكــل رب أســرة مهتم بتطوير قدراته في التحاور مع أطفاله أن ينضم إلى ركب املستفيدين من هــذه الفرصة النوعية على املستوى اإلقليمي والعربي، واالسـتـفـ­ادة مـن كـل مـا يتيحه املـركـز وتتيحه األكاديمية من فرص، فنحن الوحيدون الذين يباهون بوجود مركز وطني للحوار في املنطقة، وهو إضافة كبيرة في النطاق الفكري واإلنساني على أهم تقدير. وعلى مستوى شخصي.. لم أؤمــن بأمر حضاري منذ أن تشكل وعيي.. قدر إيماني بأهمية وجدوى الحوار. استمع.. تكلم.. راجع.. وفكر.. نحن بشر.. فال تحرم نفسك متعة كل هذه النعم!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia