تعليُمنا والِغُّش

«ا ُمل َدّج ُن»

يـقـال: «التعليم هـو املقياس الحقيقي مستوى أمة فانظر إلى تعليمها»..! الغيورون في بعض البلدان ممن يعرفون إن التعليم لديهم ليس على ما يرام يتمنون أال ينظر إليهم من خالل هذا املقياس، ونحن منهم، أو أنا على األقـل. تعليمنا ونحن في مركبة الرؤية املتجهة بــنــا إلـــى مــراكــز املــقــدمــة بــن الــــدول املــتــحــضــرة لــيــس فــي مستوى الطموح، وال ينبغي أن تخدعنا الشعارات التي يحاول بها البعض التغطية على الواقع الحقيقي للتعليم في وطننا، فنظرة بسيطة على أغلب مدارسنا تجيب من يسأل عن الفرق بن البيئتن الجاذبة والطاردة.. • البيئة املدرسية التي دخلناها طالبا قبل أكثر من ثلث قرن، هي نفسها التي ندخلها معلمن. نسمع عن ميزانيات التطوير لكننا ال نرى لها أثرا يذكر، ويكفي دليال على سوء حال البيئة فرحة أبنائنا بأخبار العواصف الرملية من أجل أن يكسبوا يوما دراسيا «معلقا» حتى وإن امتأت «خياشيمهم» بذرات الغبار.. • ت ɝ غ ɝ ي ɝ رت ب ɝ ع ɝ ض امل ɝ ن ɝ اه ɝ ج ل ɝ ك ɝ ن ل ɝ أس ɝ ف ل ɝɝ م تتغير إل ɝɝ ى األف ɝɝ ض ɝɝ ل، بل جــاءت فيها املعلومات «عائمة»، هدفها إكساب الطالب كل شيء، ونتيجتها ال شيء.. • «التقويم املستمر» أضر بطالبنا كثيرا، حتى وصلوا إلى أعتاب الجامعة وهم ال يحسنون القراء ة والكتابة، وإن كان التقويم املستمر ليس سيئا فـي ذاتــه، لكنه طـبـق فـي البيئة الخطأ، فحجرة تكتظ بأكثر من أربعن طالبا من الصعب جدا أن ينجح فيها التقويم.. • دخلت «السعادة» املنظومة التعليمية وكأنها تريد «التمويه» على شيء ما، فـمثال: «سعادة» القائد يكرم طالبه، وسعادة املشرف زارنـــــا، وســـعـــادة مــديــر املـكـتـب اجـتـمـع بــنــا، وســـعـــادة املــديــر العام وجهنا، كلهم تناقلوا السعادة وتقاسموها، وتركوا للمعلم وطالبه حدهم «الكآبة».. ما الحل، إذا؟ ال حل -من وجهة نظري- إال أن تتجه «لجان التطوير» في الوزارة بمكانتها وجاللة قدرها إلى املــدارس، وتبعث «منتدبيها» الذين يجب أن تتغير خطوط سيرهم الكالسيكية املعتادة.. ال نريد «منتدبن» تستقبلهم إدارات التعليم في املـطـارات، فتقيم لهم االحتفاالت الفندقية الخطابية املشتملة على كلمات الترحيب والتبجيل، ثم في اليوم التالي تنطلق بهم إلى املدارس النموذجية الجاهزة، ال.. بل نريد أن ينطلقوا من الوزارة وفي جيوبهم أوراقا تحمل أسماء مــدارس عشوائية من جنوب املنطقة إلـى شمالها، من شرقها إلى غـربـهـا، وبـعـد أن يستكشف «املــطــور املـنـتـدب» املــــدارس ووضعها الـحـقـيـقـي يـتـجـه إلـــى إدارة تـعـلـيـم املــنــطــقــة بــمــا فـــي حـقـيـبـتـه من مالحظات، ويطلب ملفات املــدارس التي زارهــا كـي يـقـارن مـا معه بما عندهم مـن تقارير عنها، وعندها ربما يكتشف مـراحـل نمو «الغش» الذي يخرج «هزيال» من املـدارس إلى مكاتب اإلشـراف، ثم إلـى إدارات التعليم وال يصل الـــوزارة إال وهـو في حالة «تدجن» كاملة، فمن هـنـا، ومــن هنا فقط يـبـدا «املـنـتـدب» أولــى خطوات

التطوير الصحيح إن أراد. لـأمـم، فــإذا أردت أن تعرف