نعم.. فلتعد أمريكا عظيمة مرة أخرى.. !
نــعــم فــلــتــعــد أمـــريـــكـــا لــعــظــمــتــهــا وقــيــمــهــا ومبادئها الحضارية اإلنسانية ومهمتها الكبرى في حفظ األمن والسلم العامليني، نعم فلتعد أمريكا عظيمة تتنتصر لإلنسان املسالم املظلوم من النزعة الحيوانية املتوحشة عند الطغاة في هذا العالم، نعم فلتعد مع الحق ونصرة الشعوب املظلومة كما كانت في العدوان الثالثي على مصر، وكما كانت في أفغانستان في ثمانينات القرن املاضي، وكما كانت في البوسنة والهرسك، وكما كانت في كوسوفو، وكما كانت إبان الغزو على الكويت وفي مواطن كثيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وبعد أن بدد سيئ الذكر باراك أوباما هيبة أمريكا في املنطقة والعالم، وزعزع ثقة البشرية جمعاء في كل القيم واألخــالق اإلنسانية التي بنيت عليها أنظمة ومبادئ هيئة األمم املتحدة، وتغاضى عن عمد وخور وخسة عن كل حفلة العربدة املرعبة التي شيدتها روسيا وإيران ونظام بشار املجرم على جثث وجماجم الشعب السوري املظلوم في أكبر مأساة معاصرة في العالم..!! ووقتها كانت السعودية قد أبدت استعدادها وجاهزيتها عبر الــدوائــر السياسية واالستخباراتية املغلقة للمشاركة بقوات عسكرية سعودية وعربية وصديقة على األرض، إال أن خــور أوبــامــا جعل املـلـك الــراحــل عبدالله يضرب على الطاولة أمام الرئيس األمريكي في «روضة خريم» مخاطبًا إياه بأن ال خطوط حمراء منك! هــا هــو اآلن دونــالــد تــرمــب.. يـربـح الـعـالـم ويــبــدأ رحلة االنــتــصــار للحق ويـبـعـث بـرسـالـة طــال انـتـظـارهـا منذ ست سنوات فيرسل 59 صاروخًا للقوى املتجبرة على شعبها بميليشيات إيـــران وطــائــرات روســيــا، نعم هي ليست كافية أبـــدًا وال تـعـدل نـفـس طفل خنقته غازات بشار السامة أو عائلة انتهت آمالها في الحياة تحت أنـــقـــاض بــرامــيــلــه املــتــفــجــرة حــقــدًا طــــوال ســـت سنوات مــن عـمـر مــأســاة الـشـعـب الــســوري، ولكنها تـظـل إشارة أمريكية ينبغي التقاطها ودعمها من كل القوى الخيرة فـي املنطقة والـعـالـم بـل تـحـديـدًا مـن نـظـام بـشـار ربيب إيران والعمة روسيا! املـــوقـــف فـــي ســـوريـــة ربــمــا يــعــيــد لـــألذهـــان املـــوقـــف في الــبــوســنــة والــهــرســك وكــوســوفــو فـــي تـسـعـيـنـات القرن املــاضــي، وهــو أنــه اليمكن الحصول على حـل سياسي عــادل للسوريني دون أن يسمع صــوت مطرقة الخيار العسكري على طاولة املفاوضات.. فعندما تحرك الرأي الــعــام الــغــربــي تــحــت وطــــأة املـــجـــازر الـبـشـعـة لألبرياء والـــعـــزل فــي الــبــلــقــان تـــجـــاوزت وقــتــهــا أمــريــكــا الفيتو الروسي ورغما عنه تحرك حلف الناتو بقيادة أمريكا بــقــوات عـلـى األرض وفــي الـجـو ضــد الــقــوات الصربية لتنتهي بالخيار العسكري أحد أكبر املجازر في نهاية الــقــرن املــاضــي ويــتــم الـــوصـــول حـيـنـهـا إلـــى اتفاقيات سـيـاسـيـة أدت فــي نـهـايـة األمـــر إلـــى اســتــقــالل البوسنة والهرسك وكوسوفو.. ما يحدث في سورية هو معركة استقالل كبرى للشعب السوري من هذا النظام الذي لم يطلق رصاصة واحدة إال وكانت في صدر شعبه وأهله، نعم هي معركة استقالل وتــحــريــر لـلـجـامـع األمــــوي الـــذي وقـــف ورقـــص خطيب بشارعلى منبره ممجدًا بـوتـني وروســيــا وميليشيات إيران بخطبة عصماء ودبكة عمياء. إن الـعـالـم الــيــوم يتطلع فــعــال أن يــعــود دونــالــد ترمب بـأمـريـكـا عظيمة تـعـيـد بــارقــة األمـــل فــي إنــهــاء مأساة الـشـعـب الــســوري وإعــــادة الـثـقـة لــألمــن والـسـلـم العاملي ولـحـلـفـائـهـا فــي املـنـطـقـة عـبـر دورهــــا ومـهـمـتـهـا كقوة عــظــمــى املـــفـــتـــرض مــنــهــا أن تــنــصــر الـــحـــق وتـــقـــف مع الخيرين في العالم.