Okaz

باحث أردني ُيعدم مؤلفاته حرقًا: كلها زيف وكذب ودجل!

- علي الرباعي (عمان)

أعــاد باحث أردنــي من خـال مقطع فيديو إلـى الواجهة ظاهرة إحراق الكتب املشهودة في أكثر من حقبة من حقب التاريخ، إذ يؤكد الباحث (تحتفظ «عكاظ» باسمه) أنه وصل إلى قناعة لحرق ما يزيد على 20 مـؤلـفـًا مــن مـؤلـفـاتـ­ه، مـوضـحـًا لـــ«عــكــاظ» أنــه ال يـريـد هــذا الــتــراث الذي عمل عليه عقودًا. ووصـف من خـال الفيديو الـذي نشره على صفحته على موقع التواصل «فيسبوك» أن كل هذه املؤلفات زيف وكذب ودجل، وخاطب أعام السلف بقوله لو كنتم أحياء الحتقرتم أنفسكم. وأضاف «هي مجرد كتب بعد أن درستها قررت حرقها»، وبسؤاله هل لـديـك مـوقـف مـن الــتــراث أجــاب «كــل الــتــراث على رأســي مـن مـوطـأ مالك إلــى عصر الــروايــ­ة»، كاشفًا أنــه ألــف كتبًا كثيرة وحقق كتبًا ورد على مؤلفني وتعقب آخرين واستدرك على رموز إال أنه اكتشف أن كل ذلك ال معنى له وال طائل من ورائــه، واستعاد قصصا وسيرًا من التراث درج عليها علماء أحرقوا كتبهم أو دفنوها أو أوصوا ورثتهم بإتافها. وبرر حرقه لكتبه بغضبة كبيرة مر بها كونها لم تجد رواجًا ولم يتمكن من طباعتها، مشيرًا إلى أنه يمر بظرف قاهر دفعه إلى إحراق كل ما أنجزه من مؤلفات. فيما عزا املحقق علي عفيفي علي غازي ثقافة إحراق الكتب إلى أسباب شـرعـيـة اســتــنــ­ادًا إلــى أمــر الـنـبـي صـلـى الـلـه عليه وســلــم، مــن كـتـب عنه شيئا غير القرآن أن يمحوه، وحرق الصحابة جميع املصاحف املخالفة ملصحف عثمان ملا خافوا على األمـة من االخـتـاف. إضافة إلـى أسباب علمية منها أنه كان الشيخ يملي على تاميذه املادة، وخشية أن يصل هــذا األصــل اململى ليد أحــد الـكـذابـن­ي، فينسبه لنفسه، أوصــى العلماء بـإتـافـهـ­ا بـعـد وفـاتـهـم، ويـــرى عفيفي أن أظـهـر األســبــا­ب لـحـرق الكتب تتمثل في األسـبـاب السياسية إذ كـان بعض الحكام يخشى من بعض املؤلفات التي تحتوي على فضائل آخرين، تطغى على فضائلهم، ومن أمثلة ذلك حرق عبدامللك بن مروان سنة 28هـ كتابًا يحتوي على فضائل األنصار وأهل املدينة، خشية أن يقع بيد أهل الشام فيعرفوا ألهل املدينة فضلهم، وهو خاف ملا عممه عنهم بنو أمية في الشام. مشيرًا إلى أن من األسباب أسبابا اجتماعية كأن يقدم فرد أو جماعة على تتبع آثار بعض املؤلفني والشعراء ومحقها، خصوصا الذين ذكروا بعض القبائل أو القرى أو املدن بالذم أو الهجاء، فيقدم أهل هذا البلد أو القبيلة على تتبع نسخ الكتاب وإتافها حتى يعتريها النسيان، وتنزوي من الوجود إلى العدم والفناء، وال يبقى لها ذكر إال ما ورد عنها في كتب املؤلفني والكتاب. ويؤكد عفيفي أن لألزمات النفسية دورًا في حرق الكتب فيقدم املؤلف أو الكاتب أو الشاعر تحت تأثير تأزم نفسي على إحراق ما كتب وخط بيده أو ما أملى على غيره، أو غسله بسبب الغيظ واالنفعال. مضيفًا أن التعصب ضد مذاهب أو أفكار يؤدي إلى حرق كتب اآلخرين. ويــؤكــد الـبـاحـث نـاصـر الـحـزيـمـ­ي أن حــرق الـكـتـب ظــاهــرة عـربـيـة منذ القرن الهجري األول. وأوضــح أن بعض السلطات في عصور مختلفة لجأت إلى إحراق الكتب كما أن بعض العلماء والفقهاء أحرقوا كتبهم. وحصر أربع طرق لحرق الكتب تتمثل في إتافها بالحرق. أو بالدفن، أو بالغسل باملاء وإغراقها. أو بالتقطيع والخرق، وجمع الحزيمي أكثر من 35 علمًا ممن أحرقوا كتبهم منهم «أبو حيان التوحيدي. وابن سيناء. واملاوردي». وعزا السبب الجوهري في التخلص من الكتب إلى الخوف على النفس من القتل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia