مبحاباة الدراسات األكادميية
ال يـــزال جــدل مـطـبـوعـات األنــديــة األدبــيــة مستيقظًا، إذ يرى مـثـقـفـون أن طــبــاعــة الـــدراســـات األكــاديــمــيــة ليس مــن صميم عـمـل األنــديــة كــون الـجـامـعـات أولى بطباعتها، معللني ذلــك بأنها ال تفيد الساحة الثقافية بالقدر الذي تفيد فيه مكتبة الجامعة، وآخرون يرون أن بعض هذه الدراسات األكاديمية لـهـا أهـمـيـتـهـا فــي الــســاحــة بينما الـكـثـيـر منها ال يــجــدي نـفـعـًا بـحـجـة أنــهــا رســائــل ماجستير ودكـتـوراه، فا تضفي إلى الساحة اإلبداعية إال التعداد الكمي. من جهته، يؤكد الكاتب والشاعر أحمد الحربي أن هـنـاك مـن يعترض على وجــود األكاديميني فــي األنـــديـــة األدبـــيـــة وهــــذا اعـــتـــراض ذو شقني، فـاألكـاديـمـي «قــد يـكـون أديــبــا مبدعا وحـقـه في النادي كما هو حق األدبـاء املبدعني»، أما الشق الــثــانــي هــو «األكــاديــمــي الــبــاحــث أو املــــؤرخ أو العلمي البحت وهذا ال أرى له حقا في مزاحمة األدباء في ناديهم». ويضيف الـحـربـي «هـنـاك بعض األنــديــة لديها مــشــروع طـبـاعـة الــرســائــل الـجـامـعـيـة وال أراها تفسد املشهد األدبي تماما بل هي إضافة مفيدة لـألدبـاء، لكن هناك دراســات أخـرى ال يحتاجها األدباء وال تفيدهم وال أرى تبني طباعتها». فيما يــرى الــروائــي عـمـرو الـعـامـري أن الساحة الثقافية لدينا تقوم بشكل كبير على «املجامات ولهذا نظل نرى ذات األسماء وذات الوجوه في املـلـتـقـيـات األدبــيــة ومــعــارض الـكـتـب والندوات حتى انحصر املشهد الثقافي في شللية مقيتة وبالطبع جزء كبير من هؤالء هم من األكاديميني سواء في الجامعات أو خارجها وهذه املجامات انسحبت على طباعة اإلصدارات مع وجود استثناء ات ولكنها قليلة». ويذهب العامري إلى الرأي القائل «أن األكاديميني جزء من املشهد الثقافي وربما هذا صحيح وينطبق على البعض لـكـن فــي ظـنـي أن األنــديــة األدبــيـــة لــم تـنـشـأ من أجل هؤالء ولكن من أجل املواهب الشابة وغير الـــقـــادرة عـلـى تـحـمـل تـبـعـات الـطـبـاعـة والنشر والتوزيع». فــيــمــا يـــشـــدد الـــقـــاص عــبــدالــلــه الــســلــمــي على أنــه رافـــض «طـبـاعـة األنــديــة األدبــيــة لدراسات األكاديميني، ألن لديهم جامعات، وهي األنسب لطباعة املفيد من هذه الدراسات»، الفتًا إلى أن «توجه األندية األدبية لطباعة هذه الدراسات بــشــكــل كــبــيــر فــيــه شــــيء مـــن تــعــطــيــل الساحة الثقافية، ومزاحمة املبدعني والباحثني الذين هم خارج هذا اإلطار األكاديمي، فالجامعات أو بعضها تضع أطرا لطباعة دراسات منسوبيها وفي مقدمة هذه األطر الفائدة املرجوة وجودة هـــــذه الـــــدراســـــة، وبــــاقــــي الـــــدراســـــات قــــد تكون الـــجـــامـــعـــات لــيــســت بــحــاجــة لــهــا مــمــا يجعل أصـحـابـهـا يـتـجـهـون بـهـا إلــى األنــديــة األدبية التي تقوم بطباعتها، وهذا القبول من األندية األدبــيــة أو مــن بعضها قــد يـكـون نتيجة لقلة اإلنتاج من القطب اآلخــر، إضافة إلـى الفائض املالي لهذه األنـديـة، وكذلك النظرة التقييمية للقائمني عـلـى الـطـبـاعـة والـنـشـر وتقديراتهم على فائدة هذه الدراسات للعمل الثقافي». ويـعـتـقـد الـسـلـمـي أن هـــذا الــتــوجــه مــن األندية األدبية «يقف حاجزًا أمام املبدعني والباحثني الـذيـن هـم خــارج أســوار الجامعات وال ينطبق عليهم مصطلح «أكاديمي»، وكذلك أمام الجيل مـن الشباب والـشـابـات الـذيـن لهم الحق األكبر في هذه األندية».