املوقف السعودي صامد.. وترمب صارم
الرئيس األمريكي أطلع امللك سلمان على تفاصيل الضربة هاتفيا
لم تمض ساعات على الضربة األمريكية ملطار الشعيرات الدموي والذي تنطلق منه هجمات النظام الـسـوري على املدنيني إال وأجــرى الرئيس األمريكي دونالد ترمب اتصاال هاتفيًا بخادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز أطلعه من خالله على تفاصيل الضربة التي نفذتها الواليات املتحدة األمريكية ضد أهداف عسكرية محددة في سورية. وهنأ خادم الحرمني الشريفني الرئيس األمريكي ترمب على هذا القرار والذي عبر عنه امللك سلمان بأنه يصب في مصلحة املنطقة والعالم.
أوباما والضعف األمريكي
منذ انطالق الـثـورة السورية في 15 مــارس 2011 استخدم النظام الـسـوري كل الوسائل لقمع الثورة وواجه املسيرات السلمية بالحديد والنار وكانت اململكة في أوائل الدول التي دعت إلى معالجة األمر بحكمة ورحيل بشار األسد عن السلطة، لكن الطاغية استدعى اإليرانيني وامليليشيات األفغانية وحزب الله اللبناني، غير أن هذه القوى فشلت في قمع الثورة السورية في وقت ظلت اململكة تطلق نداء اتها لحل أزمــة الـسـوريـني، واسـتـدعـى نـظـام األســد الــقــوات الـروسـيـة للتدخل وضرب الثوار، واستخدم شتى الوسائل ومع ذلك لم يفلح. وظــهــر الـضـعـف األمــريــكــي واضــحــًا فــي املــنــطــقــة.. فــالــســنــوات الـثـمـانـي للرئيس األمريكي السابق باراك أوباما كانت عجافا وظهرت الواليات املتحدة واهنة في هذا الطريق، فلم تستطع مجابهة التدخل اإليراني واختالل موازين القوى في املنطقة، وظلت نداءات اململكة تتردد على الدوام بضرورة رحيل بشار األسد عن السلطة. ومنذ انطالق الثورة السورية وضع أوباما خطوطا حمراء للنظام السوري وزعم في حال تجاوزها باتخاذ خطوات حاسمة، ففي 21 أغسطس 2013 نفذ النظام السوري هجوما كيميائيا على الغوطة شرق دمشق راح ضحيته املئات بسبب استنشاق غازات سامة نتيجة الهجوم بغاز األعصاب ولم يقم أوباما بأي تحرك في هذا السياق، وعبرت اململكة حينها عن استيائها من عدم قيام املجتمع الدولي وأمريكا بدورهما تجاه هذه املجزرة.
امللك سلمان وقوة الشخصية
ظل خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز على نفس املبدأ بأهمية رحيل األسد وإحالل السالم في سورية وردع اإليرانيني واملاللي في املنطقة، وللضعف الذي كان يراه في اإلدارة األمريكية إبان عهد أوباما لم يحضر مؤتمر كامب ديفيد ولم يستقبل أوباما عندما زار الرياض، وهو ما يؤكد مدى ما وصلت إليه قيادة اململكة من ضيق شديد نتيجة انفالت اإليرانيني في املنطقة ليعيثوا فيها فسادًا وعدم التزام واشنطن باتفاقاتها مع الرياض والتي تعود للعام .1945
ترمب وعودة أمريكا للمنطقة
كان شعار الرئيس األمريكي دونالد ترمب خالل السباق الرئاسي هو أن يجعل أمريكا تعود قوية، وكــان يصرح على الــدوام أن أمريكا في عهد أوباما بلغت ضعفًا شديدًا ولم تعد تقوى على مواجهة اآلخرين، وفي 29 يناير 2017 وبـعـد وصــول تـرمـب لـسـدة الـرئـاسـة فـي أمـريـكـا أجرى ًً اتصاالهاتفيا بامللك سلمان تم خالله التباحث حول القضايا الثنائية بني البلدين، إضافة إلـى جهود التحالف في إعــادة الشرعية لليمنيني، ومناقشة إيـجـاد مناطق آمنة للسوريني تحميهم مـن التشرد واللجوء للدول الغربية.
الضربة واالتصال بامللك سلمان
عـــاد الــنــظــام الـــســـوري املـــجـــرم وبــعــد 3 ســـنـــوات وقــبــل أســـبـــوع ملحاولة أخــرى من خـالل ضـرب السوريني في خـان شيخون بغاز الـخـردل، وكأن أوباما ال يـزال حاضرًا في املشهد األمريكي، لكن قواعد اللعبة تغيرت، فأصدر ترمب أوامـره الجمعة املاضية بضرب مطار الـشـعـيـرات الــســوري الـــذي انـطـلـقـت مـنـه القوات السورية لضرب الشعب بالكيماوي وتم تدمير املطار بالكامل. واخــتــار الـرئـيـس األمــريــكــي تــرمــب الحديث للملك سلمان باعتبار اململكة تشكل ثقال سياسيا وأمنيًا واقتصاديًا في املنطقة وأطلعه على تفاصيل الضربة، التي غيرت موازين القوى.. واختيار توقيت االتصال له مدلوله إذ يؤكد مدى ثقة األمريكيني في قدرة اململكة على لعب دور كبير في إنهاء الصراع في املنطقة، كما يؤكد االتصال بامللك سلمان مدى جدية القيادة السعودية في أن بــــشــــار األســــــــد هـــــو أســـــاس املـــــشـــــكـــــلـــــة، وبــــرحــــيــــلــــه ســــتــــنــــتــــهــــي معظم مــشــكــالت املنطقة ومــــــــــــعــــــــــــانــــــــــــاة شــــــعــــــوبــــــهــــــا. ويــــــــتــــــــحــــــــدث مـحـلـلـون في صــــــــــــحــــــــــــف غــــــــربــــــــيــــــــة وعــــــربــــــيــــــة أن املرحلة الـــــــقـــــــادمـــــــة و ا لقر يبة ستشهد تغيرا واضحًا في الساحة السورية وأن الحضور األمريكي سيدفع الروس للمفاوضة تحت الطاولة من أجل الوصول إلى حل سياسي ربما من أبرز صوره رحيل األسد عن السلطة، وهو ما يؤكد مدى النظرة الـــــــــســـــــــعـــــــــوديـــــــــة الــــــــثــــــــاقــــــــبــــــــة تجاه نظام األسد.