تلميح وتصريح

شد حيلك يا مواطن

من األفضل للمواطن السعودي في هذه الفترة أن يركز تفكيره في أفضل األساليب املمكنة للتكيف مـع املستجدات التي طــرأت على حياته فجأة، واالستعداد للتكيف مع ما هو قـادم مما الحت مؤشراته ومالمحه أو ما هو في علم الغيب حاليا لكنه سيحدث في يوم ليس ببعيد، عليه أن يفعل ذلك بدال من التذمر والشكوى؛ ألنها لن تفيده بشيء، ولن تؤثر في الواقع الجديد، ليتحول من ذلك املواطن الذي كان بمستوى حياة جيدة، ويشتري احتياجاته بأسعار معقولة، ويتطلع دائـمـا إلــى تحقيق معادلة يتفوق فيها دخله على مصروفاته، إلى مواطن عليه حساب القرش بدقة وحرص وعناية. انتهى ذلك الزمن أيها املواطن العزيز واآلن أنت دافع ضرائب، هذا املصطلح الذي كنت تسمع به خارج وطنك أصبح مصطلحا متداوال وهاما في وطنك، وال بد من تثقيف نفسك بمفهومه وتبعاته وكيف تتعامل معه لتضمن الـحـد املمكن مــن الــتــوازن فــي ميزانيتك. صحيح أنــه ال بــد مــن التعاطف معك وأنــت تتلقى املفاجآت لكن هــذا هـو الـحـال وال مناص مـن التعايش معه.. نعلم أن الكثير ال يزال يتداوى من ألم االستقطاع من راتبه. لكن على الجميع عدم إهدار الوقت في التفكير في ذلك ألن ما راح لن يعود، واملنطق يقتضي التفكير في كيفية التعايش مع الواقع الراهن وما سوف يأتي. لقد دخـلـت يـا عـزيـزي عمليا مرحلة الضريبة االنتقائية، حيث إن علبة املـشـروب الـغـازي والسيجارة أو املعسل أو بقية أنــواع الكيف ال يجب أن يكون االستغناء عنها قضية مهمة أو صعبة فـي مقابل مـا ســوف تفكر باالستغناء عنه أو االقـتـصـاد فيه مستقبال عندما تـبـدأ مرحلة ضريبة القيمة املضافة، التي يقال إنها ستكون على الكماليات فقط ولـن تشمل السلع األساسية، ويقال إنها لن تؤثر على ذوي الدخل املحدود. وألنـك ال تعرف ما هو تعريف الكماليات بالضبط وكيف سيتم تحديدها فعليك االسـتـعـداد احتياطا لدفع الضريبة على مـا تشتريه حتى يتبني الخيط األبيض من الخيط األسود في موضوع تحديد املقصود بالسلع األساسية والكمالية. شـد حيلك يـا مــواطــن، وبــالش دلــع كما قــال الحكماء الـذيـن يـنـامـون ملء جفونهم عن شوارد الضرائب وأنت تسهر جراها وتختصم.