الرياض ـ واشنطن.. التصدي لثالوث إرهاب «قم ـ داعش ـ احلوثي»
رغــم قصر زيـــارة وزيــر الــدفــاع األمـريـكـي جيمس ماتيس األولــــى لـلـسـعـوديـة، إال أنــهــا حـقـقـت أهــدافــا إستراتيجية مـتـعـددة األغـــراض، ملصلحة إرســـاء األمــن واالســتــقــرار في مــنــطــقــة الـــشـــرق األوســــــط، والـــتـــصـــدي لألنشطة الـــــعـــــدوانـــــيـــــة لــــنــــظــــام املــــــاللــــــي، ولجم ميليشيات الحوثي، واجتثاث إرهاب داعش، دعما للجهود السعودية الــرامــيــة إليـــجـــاد حــلــول عادلة ألزمـــــــــــــــات الــــــــشــــــــرق األوســــــــــط والـــقـــضـــاء عــلــى امليليشيات االنــقــالبــيــة الـيـمـنـيـة، وإنهاء املـــــحـــــاوالت اإليــــرانــــيــــة لنشر اإلرهاب الطائفي في عدد من الدول العربية. تــصــريــحــات مــاتــيــس فـــي الرياض جاءت متوافقة تماما مع توجهات الــــــســــــيــــــاســــــات الـــــســـــعـــــوديـــــة، لـــــلـــــقـــــضـــــاء الـــــنـــــهـــــائـــــي على الــــجــــمــــاعــــات اإلرهــــابــــيــــة الــتــي زرعــتــهــا إيــــران في ســوريــة والــيــمــن ولبنان والــعــراق، والــتــي تسعى طـهـران مـن خاللها إلى خـــلـــق الـــفـــوضـــى ونشر الـطـائـفـيـة املـقـيـتـة وإحداث حــــالــــة عـــــــدم اســـــتـــــقـــــرار في املنطقة. وعــــكــــســــت تــــصــــريــــحــــات ماتيس أيضا الرؤية األمريكية الجديدة في التعامل مع التهديدات اإلرهابية التي تشكلها الجماعات املـدعـومـة مـن إيـــران، ســواء ميليشيات الـحـوثـي والحرس الــثــوري أو حــزب الـلـه، باعتبار أن الـقـضـاء على اإلرهاب اإليراني في اليمن، ووقف تدخالته في شؤون املنطقة مهم وضروري الستقرار املنطقة وتعزيز السلم العاملي. زيـــــــــارة مـــاتـــيـــس لـــلـــســـعـــوديـــة جــــــــاءت تـــتـــويـــجـــا لنجاح الـدبـلـومـاسـيـة الــتــي قــادهــا األمــيــر مـحـمـد بــن سـلـمـان في واشــنــطــن أخـــيـــرا، والـــتـــي ســاهــمــت فـــي تــوضــيــح املوقف الـسـعـودي إزاء النظام اإليــرانــي، الــذي يشكل أكبر تهديد ألمن واستقرار املنطقة والعالم. واعــتــبــر مـــراقـــبـــون ســيــاســيــون أن تـــأكـــيـــدات مــاتــيــس في الرياض وقـوف أمريكا مع حلفائها في الخليج في وجه أي تهديدات من قبل إيـران أو أي من أذرعها في املنطقة، يعتبر رسالة لتكريس التحالف السعودي األمريكي في وجه قوى الشر واإلرهـاب والتطرف في املنطقة، مشيرين إلى أن أمريكا ستعمل مع حلفائها املخلصني في املنطقة، وخـصـوصـا الـسـعـوديـة، إلحـــالل الــســالم الــعــادل والشامل والحيلولة دون توسيع دائرة األزمات وإيجاد شرق أوسط خال من اإلرهاب. وتدرك الدوائر السياسية األمريكية أن التعامل مع السعودية حيال ملف مكافحة اإلرهاب سيكون له أثر إيجابي بالغ، بـاعـتـبـار أن الـبـلـديـن لـديـهـمـا رؤيــتــان مـتـطـابـقـتـان حول ضرورة التنسيق األمني واالستخباراتي لتجفيف منابع تمويل اإلرهــاب، وكشف املـؤامـرات اإليرانية التي تخطط لها في املنطقة لتحويلها لبؤر إرهابية. في ما أوضحت مـــصـــادر دبــلــومــاســيــة خـلـيـجـيـة أن الــســيــاســة الخارجية األمـريـكـيـة فـي عهد تـرمـب بـاتـت أكـثـر وضـوحـا وشفافية في موقفها من إيران وامليليشيات املرتبطة بطهران وعلى رأسها حزب الله والحوثيون مقارنة بمواقف إدارة أوباما السابقة التي كانت بمثابة غطاء سياسي لنظام املاللي. وعــلــى إيــــران أن تـسـتـوعـب املــتــغــيــرات الجيوستراتيجية الـجـديـدة فـي املنطقة وتـضـع حــدا لسياساتها العنجهية اإلرهـابـيـة ووقــف تدخالتها فـي اليمن وســوريــة والعراق ولبنان، خصوصا أن رسالة ماتيس إليـران كانت شديدة الوضوح وفي نفس الوقت شديدة اللهجة، عندما قال إن الفوضى في املنطقة سببها إيران. وعـلـيـه فــإن إيـــران هــي جــزء ال يـتـجـزأ مــن اإلشـكـالـيـات في املنطقة، وال يمكن بــأي حــال مـن األحـــوال أن تـكـون جزءا من الحل. واملــرحــلــة الــقــادمــة سـتـشـهـد مـــزيـــدا مـــن الـــدعـــم األمريكي لــلــتــحــالــف الــعــربــي فـــي الــيــمــن وتــوثــيــق وتــوســيــع نطاق الـعـالقـات اإلستراتيجية مـع الـسـعـوديـة لكي يـعـود األمن واالستقرار في شبه الجزيرة العربية واملنطقة.