السبيعي.. على خطى اجلد.. شهيدًا فداء للوطن
لـــم يــكــن الــشــهــيــد املـــقـــدم الـــركـــن فــيــصــل بـــن سعود السبيعي أول الشهداء في أسرة السبيعي، فقد سبقه إلى الشهادة جده لوالده الشيخ فالح بن زبارة، الذي استشهد تحت رايـة املؤسس خالل توحيد الجزيرة الـعـربـيـة فــي فـتـح تـهـامـة، وقــد قــدم حينها الشهيد فالح بن زبارة صنوفا من الشجاعة مع رفاقه آنذاك. مشاعر الفخر ألســرة فـالح السبيعي تواصلت بعد أن بلغها استشهاد ابنها املـقـدم فيصل بـن سعود، إذ شهد منزل األسـرة طيلة يوم أمس توافد عشرات املـعـزيـن بنيله الــشــهــادة دفــاعــا عــن الــديــن والوطن، وســط فخر أشقائه وأبـنـاء عمومته الـذيـن افتخروا بـه حيا وهـو يـدافـع عـن دينه ووطـنـه وقـيـادتـه، كما افتخروا بشهادته خالل تلبيته نداء الواجب. وفيما انشغل شقيقه فهد السبيعي بتلقي تعازي الــــوفــــود واســـتـــقـــبـــال الـــضـــيـــوف، اكــتــفــى بالتأكيد لـ«عكاظ» أن استشهاد فيصل وسام على صدورهم جـمـيـعـا «فــقــد كـــان شــجــاعــا نــشــد الــشــهــادة وحصل عــلــيــهــا، وهــــا نــحــن نــســتــقــبــل وفـــــود املـــعـــزيـــن التي حضرت، ونشعر جميعا بالفخر لذلك». أمـا ابـن عمه فيصل السبيعي، فأكد أن الشهيد كان األقرب لوالديه وكل األصدقاء، وقال: «عرفناه طيبا جــدا وكـريـمـا حريصا على الــصــالة، وكــان شجاعا، وقــــد اخـــتـــار الــكــلــيــة الــحــربــيــة؛ لــكــي يــكــمــل تعليمه قبل أن يلتحق بالدراسة في أمريكا وعــاد ضابطا، افتخرنا به خالل عمله، كما نفتخر اليوم بشهادته التي تمناها طويال ليحصل عليها في ميدان العز والــكــرامــة، مــدافــعــا عــن وطــنــه وديــنــه ومـلـبـيـا لنداء الواجب وقادته». وأقر فيصل أن الفقد له أثر في النفوس، لكن الحمد لله الكل يؤمن بالقضاء والقدر، ويغلب الفخر على الحزن ألن وفاته رحمه الله في أعـز ميدان وأفضل معركة ضد البغي والضالل لنصرة الدين وحماية الــوطــن، مشيرا إلــى أن أم الشهيد صـابـرة محتسبة بفضل من الله رغم تأثرها الشديد بفراق ابنها الذي كان األقرب لها.