شهداء «البالك هوك».. دماء غالية ألمن األشقاء
465 طـنـًا مــن الــتــمــور ملـحـافـظـات الــســاحــل الغربي لليمن التي أعلن عنها مركز امللك سلمان لإلغاثة أخـيـرا، لم تكن هي املساعدة األخـيـرة التي تقدمها السعودية لألشقاء في اليمن، بل كانت سلسلة في قوافل الرخاء التي تمدها أيادي القيادة السعودية وشعبها ألخوانهم في اليمن الشقيق، بعدما عزم الحوثي واملخلوع صالح على االستفراد بالشعب اليمني وقتله جوعًا. باألمس، يد الحزم تضرب مفاصل الحوثي وصالح عبر اليمن، وتسهم في إعادة الشرعية والحفاظ على هيكل الدولة اليمنية في مواجهة هذه امليليشيات، تلك اليد تحمي حدود السعودية وعلى تلك الحدود تتكسر الضربات الجبانة من قبل هذه امليليشيات، ويرتقي بعض الجنود السعوديني شهداء. ولم تتوقف هذه األرواح على الحد، بل نثرت معاني الــوفــاء والـتـفـانـي فــي نــصــرة الـضـعـفـاء واملساملني، مـن الـعـجـزة واملـسـنـني واألطــفــال والـنـسـاء فـي داخل اليمن وفـي محافظاتها املختلفة، حتى طالت تلك الـتـضـحـيـات طــاقــم طــائــرة (الــبــالك هـــوك) وعددهم 12 ضابطًا وجنديًا الذين استشهدوا في محافظة مأرب. من جميع املناطق السعودية توحد هـؤالء األبطال خلف نداء اليمن، إذ أطلق الرئيس اليمني عبدربه مــنــصــور نـــــداء لــلــعــرب، وعــلــى رأســـهـــم السعودية، بــإنــقــاذ الــيــمــن بــعــد دخــــول الــحــوثــي إلـــى عـــدن في ،2015 فـــأمـــرت الــقــيــادة الــســعــوديــة جــنــودهــا بأن يـهـبـوا لـنـصـرة اليمنيني، فـأتـى هـــؤالء الـجـنـود من كل حـدب وصــوب، وكــأن الشاعر العربي عنترة بن شداد يلقي شعره فيهم وهو يقول: «ال تسقني ماء الحياة بذلة....»، فخاضوا املعارك غير آبهني باملوت، متمسكني بالقيم واملـبـادئ التي لم يتنازلوا عنها بــأي حــال مـن األحـــوال فالتحمت فيهم قيم الوطن والــعــزة والـكـرامـة واألنــفــة العربية األصـيـلـة لتبشر اليمن بجند يدفعون أرواحهم من أجل إنقاذ شعب اليمن من الحوثي واملاللي. وفي اليمن شرفاء وعلماء يثمنون دماء الجنود السعوديني، إذ رفع عدد من علماء ومشايخ اليمن مـواسـاتـهـم لـحـكـومـة خـــادم الــحــرمــني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز، والشعب السعودي وأسر الشهداء بعد حادثة البالك هوك، مؤكدين أن هـــــذه الــتــضــحــيــات الــكــبــيــرة الـــتـــي تقدمها السعودية لليمن لن تذهب سدى، وإنما ستثمر أمنًا وسالمًا وعــزة وكـرامـة في اليمن واملنطقة، وأن اليمن يدين بهذا الجميل والعرفان لشقيقته السعودية قيادة وشعبا.