العزف على وتر اخلناشير
واجــــــــه الــــفــــنــــان الـــكـــبـــيـــر عبادي الــــجــــوهــــر، هــجــمــة شــــرســــة خالل الـيـومـن املــاضــيــن، بـعـد أن أحيا حفلة غنائية بمدينة أبـهـا، ظهر خـاللـهـا فــي مقطع فـيـديـو قصير وهـــو يـــرد عـلـى فـئـة مــن معجبيه بقوله ( تصورت مع «الخناشير» مــا اتــصــور مـعـكـم)، لتجتاح هذه الكلمة الشائكة التي بن القوسن مـــــواقـــــع الــــتــــواصــــل االجتماعي وكــــــأنــــــهــــــا إعـــــــصـــــــار تسونامي املـدمـر، مهددة بزالزلها الباطنية وأمــــواجــــهــــا املـــتـــالطـــمـــة تاريخه الفني الطويل الــذي امتد لنصف قرن من اإلبداع والتوهج. هناك من ادعى بأنه قال (الخنازير) وأنه بذلك أساء إلى جمهوره الذي صــنــعــه، وهــنــاك مــن اســتــمــات في الــدفــاع عنه حتى قبل أن يشاهد املقطع (وأنا منهم) ملعرفتنا التامة بأخالق هذا النجم املحبوب الذي لم نعتد منه اإلساء ة أبدًا حتى مع أكــثــر املـنـتـقـديـن لـصـوتـه الشجي، فكيف يـقـول هــذا عـن معجبيه ؟!، وقد غرد الفنان الخلوق من جهته عــبــر حــســابــه الــشــخــصــي بتويتر مــحــاوال تـوضـيـح الحقيقة قائال (محبتكم رأس مالي الذي كسبته من مشواري الفني فهل من املمكن أن أسيء لجمهوري. «الخناشير» مـــعـــنـــاهـــا الــــــرجــــــال فـــــي اللهجة الحجازية) !؟ بــعــد أن هـــــدأت الــعــاصــفــة قليال، عدت إلى املقطع املتداول الذي أثار املـشـكـلـة، ألجــد نفسي حــائــرًا أمام الكلمة التي قالها، ولألمانة فقد التمست حينها الــعــذر ملــن أشكل عليه فهمها، وذلك للتشابه الكبير بن الكلمتن، بل إن الكلمة املسيئة ولــألســف الـشـديـد قــد تــكــون أقرب للمعنى إذا مـا نظرنا إلــى سياق الــكــالم وحــركــة الــيــد واالبتسامة الساخرة!؟ زيــــــادة فـــي الـــحـــرص عــلــى تبرئة ســــاحــــة (ســـفـــيـــر الــــــحــــــزن) لجأت إلـــــــى مـــــحـــــرك الــــبــــحــــث القصير، وهـــــو الـــصـــديـــق فــتــحــي حلواني صاحب العمود الصحفي الشهير (بـالـبـلـدي الـفـصـيـح) وسـألـتـه عن كـــلـــمـــة (الـــخـــنـــاشـــيـــر) لــــيــــرد علي بلهجته الـجـداويـة الـحـادة (والله يـا أبـو عجب أول مـرة فـي حياتي أسمع هذي الكلمة)، وعندما شعر بحرصي على التأكد أكثر، قال إنه بيسأل واحد ضليع ويرجع يرد لي خبر، بعدها اتصل بي وأجابني بصريح العبارة (ال معنى للكلمة في قاموس أهل الحجاز). على كل حال، حتى لو كانت الكلمة كــمــا بــررهــا (مــوســيــقــار الجزيرة الــــعــــربــــيــــة) فــــقــــد أســـــــــيء فهمها وأحـــدثـــت نــفــس ردة فــعــل الكلمة الــنــابــيــة، ولـــن يـشـفـع لــه وجودها فـــي مـــقـــال ســـابـــق لــلــكــاتــب مشعل السديري أو جعفر عباس فكالهما مــــعــــروف بــالــســخــريــة وال يمكن االعـــتـــمـــاد عــلــى كــالمــهــمــا كدليل إثبات أو نفي، الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يشفع لــ (أبــو ســـارة) أن جمهوره متعصب له حد الجنون، وقــــد يــلــتــمــس لـــه الـــعـــذر فـــي هذه الــزلــة بــداعــي اإلجــهــاد ويعتبرها (كـبـوة أخـطـبـوط) املهم أن يلتفت لفنه الجميل الذي طاملا أبدع فيه لحنًا وطربًا وال يعود مرة أخرى ملثل مقطوعته الشاذة التي عزفها على وتر (الخناشير).