توافق اللذعة لهذا الداء
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا أمـر بشيء ثم تركه دل على أنـه ليس بواجب، وإذا نهى عن شيء ثم فعله دل على أنه ليس بمحرم، ولهذا نهى عن الشرب قائما ثم شرب قائما، فدل على أن الشرب قائما ال حرج فيه، ولكن تركه أفضل. وهكذا إذا أمر بشيء ثم تركه عليه الصالة والسالم فهو يدل على أن هذا املأمور به ليس بواجب، فــإذا كـان واجبا ملا تركه عليه الصالة والـسـالم. فالحاصل أن أوامــره أصلها الـوجـوب، ونواهيه أصلها التحريم، لكن متى فعل ما نهى عنه دل على أنـه ليس بـحـرام، وإنما هو مكروه. وإذا أمر بشيء ثم تركه دل على أنه ليس بواجب. وقال صلى الله عليه وسـلـم: وأنــا أنهى أمتي عـن الـكـي. لكنه كــوى بعض أصحابه للحاجة. فالحاصل أنــه ال يـشـرع الـكـي إال عند عدم وجــود ما يكفي عنه، فــإذا تيسر دواء آخـر يكفي عنه فاألولى تـرك الكي؛ ألنـه نـوع من التعذيب بالنار. هـذه املقدمة أكتبها نظرا ملا تم تداوله في جميع أساليب التواصل االجتماعي وما نشر عنه في هذه الصحيفة يومي األربعاء والخميس الثامن والتاسع مـن الشهر الـجـاري معنون بـ(عكاظ تنشر تفاصيل مالحقة «مـعـالـج الـجـلـطـات»). املـحـتـال اسـتـأجـر اسـتـراحـة في جــدة حسب مـا جــاء فـي الصحيفة و«الـكـيـة» بــــ005. ووفـقـا ملا نشر فإن الجاني جمع ما استطاع من املرضى وهرب وفر وترك الضحايا خلفه ال صحة وال مــال. من أمـن العقاب سـاء األدب. أمام أعني البلدية ووزارة الصحة وجميع من هم مسؤولون عن تصرف هذا املحتال تحت ضوء الشمس لم يهب لهم أي خوف وال حساب وامتألت مواقف السيارات وطال الطابور باملرضى الـضـحـايـا أمـــام اســتــراحــة هــذا املــجــرم دون أدنـــى مـسـتـوى من العبرة والتعبير. هل يتذكر أحد منا آخر مرة لسع بوعاء حار وكم كانت شدة األلم من اللمسة. فما بالك إن وضع على رأس اإلنسان سيخ أحمر من شدة حرارته. علميا وطبيا هذا اإلجراء قــد تنتج عـنـه صـرعـة تـــؤدي إلــى تـوقـف التنفس وقــد تصبح صرعة مزمنة أو ينتج عـن الكي فـي الــرأس فـقـدان الــذاكــرة أو حتى يصبح املصاب مختل العقل. هذه بعض من مضاعفات الـكـي فــي الـــرأس علميا وطـبـيـا. الـكـي يمكن أن يسبب حروقا وربما تكون خطيرة ملرضى السكري بسبب انخفاض املناعة الـذاتـيـة ونـقـص اإلحــســاس ضمن مضاعفات مــرض السكري. االعتماد على هـذا النوع من العالج، وتـرك أو تأخير الرعاية الطبية العلمية للسرطان قد تكون له عواقب صحية خطيرة. وحـذر علماء الكي بأال تكوى املـرأة الحامل وال تكوي الجائع وال الــــذي أكـــل أكـــال كــثــيــرا وال تــكــوي أي شــخــص فـــوق كتفيه وهو يعاني من ارتفاع في ضغط الــدم. يوم الخميس التاسع من الجاري نشر في هذه الصحيفة أن «أبوصالح» كما سمي فـي الخبر يعتذر عبر السناب 563و مـن الضحايا يسجلون «انتظار»، كل هذا يحدث في ضوء الشمس وتحت أعني الجميع رغم أن فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز (يرحمه الله) ذكر في شرحه سلفا أن الكي مكروه طاملا أن هناك البديل املفيد وغير الضار. والله أعلم.
للتواصل (فاكس )0126721108