أتاريك عمو زكي

كـل مـن يـرغـب زيـــارة جــدة التاريخية أول مـا يخطر فـي بـالـه أن يرى «عمو زكي» زكي حسنني، ومن يزور املهرجان وال يراه، فكأنما لم يزر الفعاليات رغـم نجاحها الـدائـم، ومهرجان جـدة التاريخية يتعرض دومـــا للتقليل مــن نـجـاحـه بــمــبــررات سخيفة، ال تستحق أن أذكرها والــهــدف واضــح جــدا هـو إجـهـاض نـجـاح إحـيـاء املنطقة، وهـنـاك من لم يستطع تحقيق استفادة مباشرة، وبالتالي بدأ في تقليل النجاح والذي تميز خالل ثالث سنوات أو أربع من خالل فترة رمضان والعيد أو منتصف العام والذي يشهد إقباال كثيفا. تــطــرقــت لــهــذا الــنــجــاح قــبــل ســـنـــوات عــــدة، واآلن أعيد اإلشـارة إليه ألنني دوما أستمع إلى التشويه السلبي امللوث بأفكار من التحطيم واملعطل للتنمية للمنطقة املـــهـــجـــورة لــســنــوات عـــــدة، وفــــي كـــل مــــرة أســمــع أن املهرجان لم يـأت بجديد وليس فيه ما يشجع وأن املـــهـــرجـــان كــلــه «أكـــــل وشــــــرب» واألغـــــرب أنهم نسوا في السابق حينما كانوا يطالبون فـي مقاالتهم بــأن يتم إحـيـاء املنطقة مـن خالل «املطاعم واملقاهي»، وال أدري ماذا يختلف عن انتقادهم الحالي بأنه «أكل وشـرب». أتمنى أن يعيدوا التفكير في انتقادهم للمهرجان وأن يفرقوا بني مصالحهم الشخصية ومصالح الـزوار فمن لم تتحقق له منفعة أو لديه شكوى، فباإلمكان أن يلجأ للجهات الرسمية ويرفع شـكـوى للتظلم، أمــا يخلط األمــر مــع نـجـاح املـهـرجـان فـهـذا ال يصح، وفي الوقت ذاته أركز دوما على أن إحياء املنطقة هو في حد ذاته يعد نجاحًا بعد أن كان (مخيفًا) يئن من الهجران والبعد، وعند االلتفات له يكون االلتفات فقط من خالل ما نقرأه من وعود من جهات مختلفة عبر الصحف، حتى أصابنا امللل من تلك الوعود التي أبرزت املسؤولني أكـثـر مما أبـــرزت املنطقة وأصـبـح يتفاخر بـني حــني وآخــر بــأن يعيد نـفـس األســطــوانــة عـلـى اإلعـــالم حـتـى يضمن نـشـر صـــوره بالصحف، وال أتصور أن حتى املقللني من املهرجان لم يفكروا في يوم من األيام أن يصطحبوا أهلهم للنزول إلى تلك املنطقة، وربما أراهــن أنهم أنفسهم لم يفكروا بـزيـارة املنطقة ألنها غير مؤهلة للزيارة أصال وهي أحياء مهجورة وليس فيها أي عنصر جــذب، أجــزم أن نـجـاح املـهـرجـان كــان سببًا رئيسيا لـعـودة مــالك البيوت إلحيائها وبــث التاريخ الجميل الذي تربى فيه أجدادهم وآباؤهم ومنهم من أقام فعاليات. أتــمــنــى أن نــقــف مــع مــن ســخــر وقــتــه وتفكيره وجهده لخدمة جدة القديمة وخصوصا أن هذا العام أجـادوا في تقديم فيلم يحكي تاريخ جدة منذ 220 عاما حيث أبدعوا في كتابة النص بشكل احترافي مع هيئة العامة للترفيه، فلك الشكر يا عمو زكـي.. وإذا كان لنا أن نشكر فال يجب أن ننسى حبيب أهل جدة األمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة.