هل أصاب الوهن األمن األمريكي؟!

عـلـى الــرغــم مــن كــون أمـريـكـا الــقــوة العظمى األولـــى فــي العالم وأنـهـا تملك مـن وسـائـل االتـصـال والتصنت عـن طريق األقمار الصناعية واألجهزة التي تزود بها بوارجها الحربية وحامالت طائراتها وغواصاتها الجاثمة فوق مياه املحيطات إال أن األمن الداخلي في هــذه الـدولـة العظيمة عسكريًا ومـاديـًا ضعيف وربـمـا «مهلهل» وإال فكيف يمكن تفسير قـيـام سـفـاح أمـريـكـي اسـمـه ستيف ستيفن بقتل خمسة عشر شخصًا – على الـهـواء مباشرة – مستخدمًا تقنية «الفيس بــوك» لتصوير جريمته وبثها فورًا على مواقع التواصل، حيث كان آخر ضحية لذلك السفاح رجل هرم تجاوز السبعني من عمره ظهرت صورته وهو يواجه السفاح الذي أطلق عليه رصاصة فأرداه قتيال ليصور ما قام به ابتداء من توجيه املسدس نحو رأس الضحية الــذي بـدا عليه الهلع وانتهاء بـإطـالق الرصاصة عليه وسقوطه جثة هامدة! وأقـــول إن األمـــن الــداخــلــي األمــريــكــي ربـمـا يـكـون ضعيفًا جــدًا اعــتــمــادًا على كـون املـجـرم معروفا لـدى السلطات األمنية األمريكية وليس مجهوال وأنه كرر جرائمه خمس عشرة مرة وأنه استخدم جواله لتصوير جرائمه وبثها على مـوقـع «فـيـس بــوك» لتصل عــن طـريـق الــتــداول إلــى أنــحــاء مختلفة من العالم، وكـان يفترض أن تتم عملية تحديد مكانه وموقعه السيما أنه كان يستخدم في جميع جرائمه بما فيها جريمته األخيرة سيارة «فان» بيضاء اللون وحتى لو تم القبض على القاتل قبل نشر هذه السطور فإن اإلمكانيات الهائلة الـتـي تتمتع بها السلطات األمـنـيـة األمريكية تجعل الـتـأخـر وعدم النجاح في القبض على ذلك املجرم العتيد فور قيامه بارتكاب أولى جرائمه يلقي بظالله على مستوى األمـن الداخلي األمريكي، وقد اضطرت امللحقية الثقافية السعودية في الواليات املتحدة األمريكية إلى تحذير أبنائنا وبناتنا املبتعثني واملبتعثات في مدينة كليفالند، ونصحتهم باالمتثال للتعليمات الصادرة من سلطات املدينة خالل تجوالهم وذهابهم وإيابهم إلى الجامعة! وليس لدي أي تفسير منطقي على كون ذلك السفاح يستطيع ارتكاب جرائم مـتـعـددة بوسيلة واحـــدة ليبثها جميعًا عبر «الـفـيـس بـــوك»، ويـكـون اسمه معروفًا وسيارته كذلك ورقم جواله، ثم يفشل األمن األمريكي في القبض عليه بسرعة، إال أن تكون اإلمبراطورية األمريكية قد أصابها الوهن في الداخل، وهو نذير خطير.