«من ينابيع اإلميان»
مـــــن بـــــني أهـــــــم آثـــــــــار الــــفــــكــــر في العصر الحديث، وأنـفـس الكتب والــــدراســــات الــقــيــمــة فـــي مبادئ اإلســــــــالم الـــســـامـــيـــة؛ العقائدية واألخالقية واالقتصادية، الكتاب الـــــصـــــادر حـــديـــثـــا (مـــــن ينابيع اإليــــمــــان) فـــي 368 صــفــحــة من الـقـطـع الـكـبـيـر، للشاعر والعالم األزهـــــري الــراحــل حــامــد بــن أبي بــكــر املــحــضــار، الـــــذي جــمــع بني دفـتـيـه خمسة كـتـب، إضــافــة إلى مـــــخـــــتـــــارات شعرية للمؤلف. ويــعــد مــن الدراسات الـــقـــيـــمـــة واألبـــــحـــــاث الــنــفــيــســة، بــحــكــم أن مؤلفه كتبه مستأنيا، وسار فيه على مهل، ال تـعـجـلـه رغــبــة في تـرقـيـة، وال يــســرع به طـمـع فــي جــائــزة، وإنما ابـــتـــغـــى بـــــه الـــنـــصـــح والفائدة وإضــــاءة سـبـل الــهــدى والرشاد، وقــــصــــد مـــنـــه رضـــــــا رب العزة والجالل، فجاءت أبحاثه موثقة بـــــاألدلـــــة الـــشـــرعـــيـــة مــــن الكتاب الـعـزيـز والـسـنـة املــطــهــرة. جاءت نــتــائــج الــقــضــايــا الــتــي عالجها الـــكـــتـــاب وخـــالصـــتـــهـــا بالدليل القطعي من القرآن الكريم، ليكون زادا لعقولهم، ونــورا ألبصارهم وحياة لقلوبهم، فيتجنبوا خطأ الــفــهــم وخـــلـــل الـــحـــكـــم. ويستمر املــؤلــف مـمـسـكـا املــوضــوع املراد بحثه فيظل وراءه متابعا بدقة يـسـتـجـلـي الــغــامــض ويستهدي الـتـوثـيـق ويستنطق الـدلـيـل في تــواضــع الــعــالــم وخـشـيـة الزاهد ودقة الباحث الذي ينتهي به إلى الحق الصراح. آتاه الله البصيرة الــــنــــيــــرة والـــعـــقـــلـــيـــة املنفتحة، والــــــــــقــــــــــدرة عـــــلـــــى االســــتــــنــــبــــاط والــتــعــلــيــل والـــتـــحـــلـــيـــل، ونفس ســمــحــة تــمــيــل إلـــــى الــتــيــســيــر ال التعسير، والتبشير ال التنفير، وثــــقــــة وشــــجــــاعــــة فـــــي مناقشة قــضــايــا االخــــتــــالف. ومــيــلــه إلى الـتـيـسـيـر نــابــع مــن إيــمــانــه بأنه نهج الــقــرآن وهــدي النبي صلى الـــــلـــــه عـــلـــيـــه وسلم وكــــــــــــــــــان الـــــــــرســـــــــول الكريم أعظم الناس تــيــســيــرا عــلــى أمته في تعليمه إذا علـم، وفي فتواه إذا أفتى (إن الـــــلـــــه بعثني مــــعــــلــــمــــا مـــــيـــــســـــرا)، ( إنـــــــــمـــــــــا بعثتم مــيــســريــن، ولـــــم تبعثوا معسرين)، وأمـر األمـة بالتيسير (يسروا وال تعسروا .) وخـــــالصـــــة الــــــقــــــول: نــــحــــن أمـــــام عـمـل جليل فـيـه أفــكــار ناضجة، وإشـــــــــــــارات وتـــنـــبـــيـــهـــات بالغة األهـمـيـة، دبجتها يـراعـة مؤمنة قـــــــــوال وعـــــــمـــــــال، كـــــــــون العالمة املحضار قامة شامخة، ومنهال غــــزيــــرا يــنــضــح بـــأعـــمـــال الفكر الـــــشـــــرعـــــي ويــــــغــــــص بينابيع اإليمان، فساهم بأفكاره وعطائه الــثــري فــي بــنــاء اإلنــســان املؤمن وتــــغــــذيــــتــــه بـــالـــفـــكـــر اإلســــالمــــي واملــنــهــج الــربــانــي الـصـحـيـح من خــالل مؤلفاته القيمة الخالدة، واألعــــــمــــــال الــــخــــالــــدة ال يموت أصحابها.