العطوي: الرواية اجلديدة واكبت هيمنة الوسيط الشبكي
أكد الناقد الدكتور مسعد العطوي، أن الرواية العربية الجديدة سعت ملواكبة األسئلة املصاحبة للتغيرات العاملية؛ أبرزها الفجوة الرقمية أو هيمنة الوسيط الشبكي واإلقبال املتزايد عليه وما يستتبع ذلك من انعكاسات على اإلنـسـان العربي فـي شتى تجلياته النفسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية، الذي يـعـتـبـر فــي الــغــالــب مـسـتـهـلـكـا سـلـبـيـا لــهــذا املنتوج التكنولوجي الشبكي املتطور بوتيرة سريعة ال تترك فرصة الستيعابها أو التفكير في غاياتها البعيدة وإدراك فلسفتها املؤطرة، ما يزيد من مسافة التوتر، ويعقد وضع اإلنسان في متاهة االفتراض التي تلتف حوله وتضيق الخناق عليه كلما توغل فيها أكثر. ويلفت إلـى أن الروائيني الـعـرب، خصوصا الشباب، نوعوا من طرق وأساليب مساجلة هذا الوضع التقني الجديد لإلنسان ومــا يرتبط بـه مـن مـفـردات ولغات جـــديـــدة مــيــزت الــجــيــل الــجــديــد، وظـــواهـــر إنسانية واجتماعية ونفسية مجابهة لهذه التحوالت السريعة، فالبعض منها تناول لغة الشباب الجديدة املهجنة والبعض اآلخر عالج العالقات االفتراضية املضللة، وبعضها اآلخـر سعى إلى ابتكار شكل رقمي يساير الصيغ التفاعلية الجديدة التي يقترحها الوسيط الجديد، والبعض كشف الغطاء عن نوع السلوكيات املنحرفة التي تولدت هيمنة الوسيط الرقمي التي ال تصد وال تحد. ويـــرى الـعـطـوي أنــه بـقـدر مــا تــعــددت هــذه املقاربات فإنها ال تزال متواضعة وخجولة باملقارنة مـع نظيراتها فـي الـغـرب، خصوصا على مستوى أشكال هذه املقاربات التي ال تختلف في جوهرها عن مقاربة بقية املوضوعات املتقادمة، فالتفكير في مـوضـوعـات جــديــدة البــد أن يرافقه بــــالــــضــــرورة الــتــفــكــيــر فــــي تقنيات وقوالب سردية جديدة تسكب فيها السيولة املضمونية الحديثة.