رافعة احلرم: االستئناف تنقض قرار «صرف الدعوى» وتعيده إلى اجلزائية
علمت «عكاظ» أن محكمة االستئناف أعادت أمس ملف دعوى بن الدن (الرافعة) إلى املحكمة الجزائية في مكة، وقـررت نقض الحكم السابق الصادر في يناير املاضي والذي قضى بصرف النظر عن الدعوى لعدم اختصاص املحكمة. وأكدت االستئناف اختصاص املحكمة الجزائية بنظر الدعوى. وطبقا ملعلومات حصلت عليها «عكاظ»، فإن خمسة من قضاة محكمة االستئناف درسوا القضية وأيــــدوا رأي املــدعــي الــعــام ورأي الــقــاضــي املــخــالــف في الحكم السابق، إذ تمسك باختصاص املحكمة بالدعوى، فـي حـني عـارضـه قاضيان وتمسكا بـعـدم االختصاص ليصدر الحكم وقتها باألكثرية.
اجلزائية..مختصة
وكانت املحكمة الجزائية في مكة املكرمة أصدرت في 26 2017/01/ حكما ابتدائيا باألغلبية، يقضي بصرف النظر عـن دعــوى املـدعـي الـعـام ضـد مجموعة بـن الدن، في دعوى سقوط رافعة الحرم لعدم االختصاص. وقررت الــدائــرة التعزيرية املكونة مـن ثالثة قـضـاة، باألكثرية، األخــذ بالدفوع فـي أن املحكمة الجزائية غير مختصة بـقـضـايـا مـخـالـفـات الــســالمــة واعــتــرض حينها املدعي العام على الحكم وطلب االستئناف. وقررت الدائرة بأغلبية اثنني من القضاة بصرف النظر عــن الـــدعـــوى، فــي حــني تـحـفـظ قـــاض ثــالــث عـلـى القرار وتمسك بوجهة نظره في اختصاص املحكمة، كما تمسك املــدعــي الــعــام بــأن املحكمة مختصة بالنظر فــي التهم املنسوبة إلـى املتهمني استنادا إلـى األمـر الصادر عقب وقــوع الحادثة، ومنها تهم التسبب في إزهــاق األرواح واملمتلكات واإلهمال والتقصير.
االدعاء والتحقيقات
واستند املدعي العام إلى أن نتائج التحقيق التي رفعت للجهات العليا ذكـرت أن السبب الرئيسي للحادثة هو تعرض الرافعة لرياح قوية وهـي في وضعية خاطئة، وأن وضـعـيـتـهـا تـعـتـبـر مــخــالــفــة لـتـعـلـيـمـات التشغيل املعدة من املصنع. وتنص التعليمات على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم االستخدام أو عند هبوب الرياح ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة، إضافة إلى عدم تفعيل واتباع أنظمة الـسـالمـة فـي األعــمــال التشغيلية، وعــدم تطبيق مــســؤولــي الــســالمــة عــن الــرافــعــة الـتـعـلـيـمـات املوجودة بـكـتـيـب تـشـغـيـلـهـا، يــضــاف إلـــى ذلـــك ضــعــف التواصل واملــتــابــعــة مـــن مــســؤولــي الــســالمــة بـــاملـــشـــروع ألحــــوال الطقس وتنبيهات رئاسة األرصاد وحماية البيئة وعدم وجـود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة، إضافة إلـــى عـــدم الــتــجــاوب مــع الــعــديــد مــن خــطــابــات الجهات املعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الـحـادثـة، وتحميل املــقــاول جــزءا مـن املسؤولية عما حدث. وكانت رافعة في الحرم املكي سقطت في الساعة 5:10 مساء يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 في مشروع توسعة املسجد الحرام في مكة املكرمة غربي السعودية. وخلفت الحادثة نحو 108 قتلى ونحو 238 جريحا حسب ما أعلن من الدفاع املدني.