في مؤمتر العرب واألكراد: االقتصاد يجمع والسياسة تفرق
أكــــد املـــشـــاركـــون فـــي مــؤتــمــر «الـــعـــرب والــــكــــرد: املصالح واملخاوف واملشتركات» الذي عقده املركز العربي لألبحاث ودراســة السياسات في الـدوحـة أخـيـرا، عمق العالقة بني الــعــرب واألكـــــراد مــن خـــالل تـفـاعـل الــشــؤون االجتماعية في املجال العام بني القوميتني ومنها الـــزواج املختلط، والتجاور، واملشاركة االقتصادية، في الوقت الذي شكلت فيه أكثرية القضايا السياسية نقطة افتراق بينهما. وأوضـــح الـبـاحـث هـشـام داود خــيــاري أن أغلبية القوى الــســيــاســيــة واالجــتــمــاعــيــة الـــكـــرديـــة فـــي الـــعـــراق طالبت منذ سنوات بـإعـادة تكوين الـدولـة العراقية على أساس فيديرالي. وذكر خياري أن مطلب الكرد بدولة فيديرالية يـعــود إلــى عــام 1992 إال أنــه لــم يـحـظ إال بـمـوافـقـة عدد مــحــدود جـــدا مــن الــقــوى الـسـيـاسـيـة الـعـراقـيـة خصوصًا الـيـسـاريـة والـلـيـبـرالـيـة الـلـتـني كـانـتـا خـــارج الــبــلــد، فيما اختلف رموز التيار الليبرالي مع الطرح القومي الكردي كونهم يدعون إلى فيديرالية جغرافية، مؤكدا أن الوضع العراقي بعد عام 2003 عجز عن استحداث فضاء جماعي تتقاسمه األغلبية، ما خلق غياب مؤسسات الدولة وكرس الـــوالءات الطائفية، واإلثنية. ومـن ناحيته، بني الباحث بـاسـل حسني أن سقف الـتـوقـعـات لــدى طائفة كبيرة من القيادات الكردية وصـل إلـى تبني خيار االستقالل، لكن هــذا السيناريو ال يــزال يـواجـه عقبات داخلية وإقليمية ودولية، ما يحفز اإلقليم للبحث عن خيارات بديلة منها الــذهــاب إلـــى االتــحــاد الــكــونــفــيــديــرالــي، فـيـمـا استعرض الباحث رشيد عمارة الزيدي احتماالت الصراع والتوافق بـني الـعـرب والـكـرد فـي الـعـراق. يذكر أن املؤتمر احتضن باحثني وأكاديميني وأســاتــذة جامعات عربا وكــردا من الــعــراق وســوريــة ملناقشة الـعـالقـات العربية الـكـرديـة من خالل أبحاث أكاديمية معمقة ومحكمة تهدف إلى مناقشة مـــوضـــوع شــائــك بــعــالنــيــة ودون االنــــــزالق إلــــى املواقف االستقطابية وبعيدًا عن أي أجندات سياسية.