Okaz

اختيارات املانع ترجح باملوضوعي على الذاتي

- قراءة: علي الرباعي

ال يتأخر الشاعر املخضرم سليمان املانع عن مــوعــده فــي إزاحـــة الستائر عــن عــن الشمس ليصل الــوهــج إلــى وجـــوه محبيه، وتنبعث جمرة روحــه الشعرية فـي شـرايـن املتأبطن جراحهم إلى مستقبل مجهول. يكفي أن يلهج لسانك بـ(يا شينها ال صـرت بن اختيارين) حتى يوافيك السامع (مستقبلك وإال حبيب تـــــوده) فـــي هـــذا الــنــص املـــلـــ­يء بــزيــن الكالم، واملــفــت­ــتــح بــاالحــت­ــجــاج عــلــى الــخــيــ­ارات غير املتكافئة (يا شينها ال صرت بن اختيارين، مستقبلك واال حبيب توده) يفتح املانع أبواب السجال مع الذات فالبراءة األولى واالختيار الذاتي تغليب العاطفة على العقل والذهاب مع الحبيب املحتل شغاف القلب إلى الهاوية دون تــــــرو أو انـــتـــص­ـــار لــحــيــا­د ذهـــنـــي كون اإلنـــســ­ـان املــتــحـ­ـضــر ال يــتــاجــ­ر بــالــجــ­مــال، بل يــنــحــا­ز لــه كـلـيـًا خــصــوصــًا إذا كـــان الجمال محبوبًا واملحبوب جميال. يــهــمــس املـــانــ­ـع مـــجـــددًا ويــجــهــ­ر فـــي الوقت ذاتـــه (ويـــا شينهـا ال صــرت مــحــروم االثنن، وضاع األمل وشلون تقدر ترده) وهنا يبتعد بــاملــؤم­ــل عـــن أمــلــه ويــبــنــ­ي بـــن عــاشــق وبن مـعـشـوق ســتــارًا حــديــديـ­ـًا مــن كــلــمــا­ت، ليفتح املغرم عينيه على سراب ال حبيب يواسي وال مستقبل كاسي. يــنــتــم­ــي املـــانــ­ـع إلــــى مــنــهــج شـــعـــري حـــــواري، يضع االحتماالت، ويعدد الخيارات، ويصنع بمهارة بابًا من سنديان ال حديقة خلفه وال سكن وإنــمــا بــاب مفتوح على الـتـأويـل (ويا شينهـا الخترت واحـد باالمرين، حبيب قلب ثم بيتك تهده. و يا شينهـا ال بـاع حبك ويا شن، حبك يهينك. اقطعه ال تمده). غـايـة الشعر صياغة فتنة الـكـلـمـا­ت، وإعادة إيقاظ كلمات الفتنة غير امللعونة، واملــــــ­ــــــــان­ــــــــــ­ــــع مــــفــــ­تــــن بـــــــــ­ـــمــــــ­ــــــطـــ­ـــــــــا­ردة الـــنـــح­ـــلـــة، ال لــــــيــ­ــــعـــــ­ـرف مـــــــــ­ـــــــن أي ا لعنا قيد والـــــــ­ــــــــــ­ـورود تصنع لــذة العسل، وإنـمـا ليقف إجالال ويـــعـــط­ـــي تحية احــــــــ­ـــــــتــ­ــــــــــ­ـــرام لـلـمـصـاد­ر الـنـابـضـ­ة بـالـحـال (مستقبلك هو غايتك لـأسـف ويــن، مستقـبلك بـابـه حبيبك يرده). لـيـس بــالــضــ­رورة أن يـكـون املستقبل أمامنا كما يرى الشاعر، ربما كان فيما وراء الوراء، وال يـتـبـرم املــانــع مــن الـتـحـول لـنـاصـح نفسه (انـــس الحبيب ولــو هــو اغـــراك بـالـعـن، ترى املحبه تنجلي واملــوده. وغير مكانك واخلفـه بالعناوين، وقله صبرت وزاد بالصبر حده، وقـلـه عطيتك حــب روض الـبـسـاتـ­ن، واسمع خـــالص الــحــب ال ال تـــعـــده، واكـــمـــ­ل طموحك لو يجي عـام واثـنـن، مستقبلك قــدام والحب مده). الواقعية هنا أن يـكـون الشاعر موضوعيًا وهــــــو يـــعـــلـ­ــن وجــــهـــ­ـة نــــظــــ­ره (وجـــــهــ­ـــة نظر واقولهـا لـك مـن الحيـن، مستقبلك.. مستقبلك ال ال تهده)، وكأنما هو يتقاطع مع (اللي مفارق محب يمكن سنة وينساه. بس اللي مــضــيــع وطــــن ويــــن الوطن يـــــلـــ­ــقـــــاه)، لـــعـــل مـــــن أجمل الــــــرد­ود عــلــى هــــذا النص (مستقبلي والله الخليه بــعــديــ­ن، وامــشــي ورا الــلــي ضــيــع القلب صده).

 ??  ?? سليمان المانع
سليمان المانع

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia