املديونيات «سرطان» ينهش األندية الباشا: غياب احملاسبة وراء كثير من الديون املدلج: نطالب بإيقاف السلف املستقبلية
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭﻧﺎﻝ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﺼﺪ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﻑﺀ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻧﺠﺖ ﻓﺮﻕ ﻣﻦ ﻓﺦ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ، ﻟﺘﺠﺪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻭ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻭﺿﻊ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ. ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻋﻘﻮﺩ ﻻﻋﺒﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺗﻌﺎﻗﺪﺍﺕ ﻣﻊ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﻓﻨﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻧﺎﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺪﻳﻮﻧﻴﺎﺕ ﺗﻘﻒ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﺫ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﻭﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﺸﻞ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ. »ﻋﻜﺎﻅ« ﻓﺘﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺑﺤﺼﻴﻠﺔ ﺳﻴﺠﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ. يستهل رئيس نــادي الخليج بسيهات فــوزي الباشا الحديث معترفا بخطورة الـوضـع، خصوصا وسط قــلــق أعـــضـــاء الـــشـــرف والـــداعـــمـــني مـــن الخصخصة الــقــادمــة عـلـى أنــديــتــنــا، الــتــي ستشهد دخـــول رجال أعمال في املجال الرياضي عبرها، وهذا ما قلل من عـطـاء الـداعـمـني إلدارات األنــديــة فــي الــوقــت الراهن خــوفــا مــن الـــقـــادم املــجــهــول «هــــذا األمــــر تـسـبـب في زيـــــادة مـعـانـاتـنـا وإضـــاعـــة مــجــهــوداتــنــا فــي وقت يفترض أن يكون في موضوع الخصخصة وضوح وشفافية تجعل الجميع على درايــة بما هو آت». وقــســم الـبـاشـا األنــديــة الـسـعـوديـة إلــى فئتني من خــــالل مــديــونــيــاتــهــا؛ فــمــنــهــا مـــن وصــــل سقفها إلــى حـد ومستوى غير معقول يصعب التعامل معه من خـالل الحلول الفردية، والبعض اآلخر تــنــدرج مـديـونـيـاتـهـا فــي حــــدود املــعــقــول التي يــســهــل الـــتـــعـــامـــل مــعــهــا مــــن خـــــالل الداعمني وأعــضــاء الــشــرف وحــقــوق األنــديــة مــن الرعاة والــنــقــل الـتـلـفـزيـونـي. وأضـــــاف: «لـــذا يـجـب أن تكون خطوات الحلول القادمة إلدارات األندية واضــحــة وشــفــافــة لــحــل هـــذه املــديــونــيــات أو جدولتها بما يتوافق مع إمكاناتها قبل أن يقترب املوسم من بدايته وتجد نفسها تدور في الحلقة نفسها التي ستصعب من مهمة العمل على أسس سليمة وواضحة». غياب املحاسبة وراء املديونيات ويــتــأســف رئــيــس نــــادي الـــريـــاض السابق األمير فيصل بن عبدالعزيز أن يصل حال أنديتنا الرياضية إلى هذا الحد «أصبحنا ننام في مأمن ونصحو على خبر مزعج ألحدها». وأضاف: «هذه املعضلة جعلت غالبية أنديتنا تحت مقصلة الجزاءات املــتــمــثــلــة فــــي الــــديــــون املـــتـــراكـــمـــة التي بــســبــبــهــا تــجــد صــعــوبــة فــــي تصريف أمــــورهــــا، فـــي ظـــل بــحــث أشـــخـــاص عن منافع شخصية لـهـم، لتتسبب اإلدارات بهذه األزمة، فمنها انطلقت الشرارة وإليها يعود تحسن هــذا العجز وتسديد املديونيات أو على األقــل الحد منها، وهــذا مـا نأمله فـي وقــت نستبعد حــدوث هــذا الــتــوازن نتيجة إلصرار إدارات األنــديــة على جلب العـبـني بمبالغ ضخمة، مـا سينعكس على خزائنها بالسلب لتبدأ الشكوى املتكررة من الضائقة املـاديـة نتيجة غـيـاب التخطيط واملـحـاسـبـة». ودعــا األمـيـر فيصل األنـديــة إلــى سرعة البت في قضاياها العالقة وإيجاد حلول مرضية ومتوافقة للمرحلة القادمة، لتتمكن بالتالي من البداية الفعلية واالستعداد للموسم القادم دون منغصات تقلل من العمل املبذول. وعرج في حديثه إلى قضية نادي االتحاد، مطالبا الجميع بالوقوف خلفه في محنته باعتباره من أعمدة الرياضة السعودية، مستبعدا أن تجدي الحلول ما لم يكن هناك تدخل حكومي لحلها، على أن تستوفى املـبـالـغ املـصـروفـة لــه مــن حقوقه ومستحقاته الــقــادمــة، خصوصا مع الحلول التي وضعتها الهيئة العامة للرياضة إلنقاذ ما يمكن إنقاذه في نادي االتحاد الـــــذي يــمــلــك شــعــبــيــة جـــارفـــة عــلــى كل املستويات. واخــتــتــم حــديــثــه مــطــالــبــا رئيس هيئة الرياضة محمد آل الشيخ بـــتـــطـــبـــيـــق مـــــبـــــدأ املحاسبة الـــقـــانـــونـــيـــة الــــقــــويــــة لكل
رئيس نــاد خــالل فترة رئاسته وبعد تركها، ليتم فرض الحقوق ومعرفة ما له وما عليه، بدال من ترك األمر، الذي جعل الكل يتسابق القتسام الكعكة. وزاد: «هــــذه املــرحــلــة لــو طـبـقـت بـشـكـل حــاســم فـسـنـمـر بــنــدرة في رؤساء األندية، ولن يكون الباب مفتوحا لكل من هب ودب، فاملحاسبة هي الفيصل في كل أمر بما يتواكب مع رؤية السعودية .»2030
أوقفوا ال ُسلف مستقبال
وأرجع رئيس نادي الفيصلي فهد املدلج تراكم املديونيات على األندية إلى عدم وجود شفافية ووضوح مع الوسط الرياضي، وعدم وجود املوازنة املالية من قبل أشخاص مختصني يديرونها بشكل سليم، وبحسب خطط تراعي املدخوالت والنفقات، ما تسبب في هذه األزمة الخانقة لغالبيتها التي بالتالي مارست الضغط على أعـضـاء الـشـرف الـذيـن يبتعد بعضهم لظروف خاصة بهم، ما يزيد ضغوطات الجماهير ومناداتها باستقالة اإلدارة التي تذهب وتترك الديون على الكيان. وأكد أن هذه املأساة هي نتاج عمل االتـحـاد السعودي لـكـرة الــقــدم ســـواء الـسـابـق أو الحالي، الذي أسهم في زيـــادة ديـــون األندية مــــــن خـــــــالل السلف التي تمنح للبعض عـــــلـــــى أن تستوفى مــن الــحــقــوق الــقــادمــة من األندية «الغريب أن هذه ُُ السلفال تمنح بالتساوي بني األندية، وكأن االتحاد يعاقب اإلدارات التي قامت بواجباتها في وقت كافأ املقصر بمبلغ تحت الحساب من أجل إتاحة الفرص لهذه األندية للحاق بفترة التسجيل قبل انتهائها، وهــذا املبدأ مرفوض تماما سواء من قبل االتحاد أو أي طرف آخر». ووجه املدلج في نهاية حديثه رسالة ملدير اإلدارة املالية في االتحاد السعودي عبداإلله مؤمنة بقطع طريق السلف املستقبلية على األنـديـة، متمنيا أال نسمع أن رئيس ناد لجأ إليها، حتى تتصرف األندية بحسب ميزانياتها بما يسهم في تقليل املديونيات ويبعد بعض اإلدارات عن الالمباالة بالحقوق التي يجب أن تهتم بها من خالل تصفية أكثر املستحقات أو جدولتها بما يضمن الوفاء بها، وعدم إرهاق كاهل أعـضـاء الـشـرف حتى يتسنى لأندية البداية الجدية للموسم القادم براحة تامة.
تصفية احلقوق املتأخرة
«الــلــه يــكــون بــعــون رؤســــاء األنـــديـــة»، بــهــذه الــعــبــارة بدأ رئـيـس نــادي الـقـادسـيـة مـعـدي الـهـاجـري حـديـثـه، مؤكدا صعوبة الوضع الحالي وما تتطلبه املرحلة القادمة من تصفية حقوق متأخرة مع البت في االستعدادات للموسم القادم بما يوازي طموح وأهداف كل ناد. وشدد الهاجري على أن لكل رئيس ناد سياسته التي يديره بها، ولكن تظل مشكلة الـدعـم املـــادي هـي املقلقة للجميع فـي ظـل الظروف الـتـي تمر على األنــديــة وإداراتـــهـــا، وســط مطالبات بحقوق والــتــزامــات مختلفة تحتاج إلــى دعــم مــادي كبير، وهــذا ما يتوجب حلها قبل أن يقترب املوسم القادم من بدايته وتجد األندية نفسها محرجة أمام البداية الفعلية واالستعداد األمثل الذي يضمن لها تحقيق أهدافها املرجوة.
اإلجناز ثمنه باهظ
مــن جـانـبـه، يـؤكـد رئـيـس نــادي الـتـعـاون السابق مــحــمــد الـــــســـــراح أن كــــل رئــــيــــس نــــــاد يــهــمــه أن ينهي موسمه بمنجز بحسب طـمـوح كـل منها وإمـكـانـاتـه «عـــادة مــا يـكـون لـهـذا اإلنــجــاز ثمنه الباهظ الذي يثقل كاهل اإلدارات، وهي املطالبة مـــن الــجــمــاهــيــر وأعـــضـــاء الـــشـــرف بــالــتــعــاقــد مع أفــضــل الـالعـبـني املـحـلـيـني واألجـــانـــب، إضــافــة إلى أجهزة فنية جيدة، وكل ذلك يتطلب ضخا ماليا كبيرا ما يتسبب في تراكم الديون وفتح ملفات على اإلدارات في قادم األيام، لهذا يفترض على كل إدارة إغـالق امللفات قبل بداية املوسم سـواء من خالل الحلول الودية مع من لم ينجح من الالعبني أو األجهزة الفنية، ومحاولة تقليص الديون والحقوق املترتبة على ما قامت به اإلدارة، الـتـي متى مــا فشلت بتقليصها والــوفــاء بها فإنها تقع تحت طائلة اإلنفاق ببذخ، وهذا ما يجعل غالبية أنديتنا تئن تحت وطأة الديون واملستحقات الواجبة الدفع».