أطماع قطر في البحرين ترتكز على «الطائفية» و«املوارد البشرية»
يبدو أن األيدي القطرية امللطخة بالغدر والخيانة تـجـاه شقيقتها البحرين لم تتوقف يومًا عن إثارة الفوضى وإشعال نيران الفتنة في بلد خليجي ينعم شعبه باألمن واألمان والحياة الكريمة، طمعًا في موارده البشرية، وكون الديموغرافيا الطائفية في البحرين قابلة لالستثمار السياسي بالنسبة للدوحة. وفــضــحــت الــتــســجــيــالت األخـــيـــرة التي نشرتها وكـالـة األنــبــاء البحرينية قبل يــومــن دعـــم دولــــة قــطــر إلثــــارة القالقل والفوضى في مملكة البحرين، من خالل اتــصــال جـــرى بــن مـسـتـشـار أمــيــر قطر الحالي حمد بن خليفة العطية ورجل الدين الشيعي املسقطة جنسيته الهارب إلــى لبنان بعد تـورطـه فـي أحــداث قلب نظام الحكم في مارس 2011 حسن علي محمد جمعة. وفضلت السلطات البحرينية الصمت ألعوام عدة في كشف املؤامرات القطرية ضــدهــا ونــشــر الـتـسـجـيـالت الــتــي تؤكد تــورط الــدوحــة فـي دعــم اإلرهـابـيـن في املنامة، انسجامًا مع نظيراتها من دول الـخـلـيـج، الــتــي تــضــررت مــن ممارسات السلطات القطرية. ويــــؤكــــد الـــكـــاتـــب الــصــحــفــي والخبير اإلســـــتـــــراتـــــيـــــجـــــي عـــــبـــــدالـــــلـــــه الجنيد لـــ«عــكــاظ»، أن حكومة قطر ركــزت على مــــحــــاولــــة زعـــــزعـــــة أمــــــن املــــنــــامــــة، كون الـبـحـريـن غـنـيـة فــي مـــواردهـــا البشرية مقارنة بأشقائها الخليجين باستثناء السعودية، ما يجعل تلك الثروة مطمعًا لـقـطـر، وهــي عـلـى عـكـس ذلــك باملقارنة فــي املــــوارد الطبيعية مــع الخليجين، والــــديــــمــــوغــــرافــــيــــا الـــطـــائـــفـــيـــة قابلة لالستثمار السياسي، ومن هنا تتقاطع املصالح القطرية اإليرانية.
ويـــضـــيـــف: «أهــــــــداف الــــدوحــــة مـــن نشر الفوضى في املنامة، يعود إلى الطموح
السياسي القطري، الذي يمكن استشفافه مــن تـصـريـح وزيـــر الــخــارجــيــة القطري في موسكو عندما وصف بالده بمركز االستقرار في العالم العربي، لكنه دور يـــرتـــكـــز عـــلـــى مــــقــــدرات مـــالـــيـــة وليست سياسية، ويجب عـدم الـوقـوع في خطأ تـسـمـيـة ذلـــك بـــ«املــكــانــة االقتصادية»، ألنها ال تملك اقتصادا حقيقيا، وقطر كانت تطمح دائما في تحويل الدوحة إلــى عاصمة الصيرفة اإلسـالمـيـة، ففي حــــــال االنــــهــــيــــار الـــســـيـــاســـي للبحرين سـيـكـون مــن الـسـهـل اسـتـقـطـاب القطاع املصرفي اإلســالمــي، وسـيـرافـق ارتحال القطاع املصرفي اإلسالمي إلى الدوحة ارتـــحـــال الــبــنــيــة الــتــحــيــة لــهــذا القطاع بشريًا وخدمات وصناعة ذات صلة». وعن األدوات التي استخدمتها قطر في ضــرب وحـــدة الـبـحـريـن، يـقـول الجنيد: «املــــــال الــســيــاســي كــــان أنــجــع األدوات، والسياسة املوظفة إمــا فـي االستقطاب أو فـــي تــحــيــيــد األطـــــــراف غــيــر القابلة لالستقطاب أو تجييرها لخدمة مشروع األمـــــة اإلســـالمـــيـــة، وتــلــك األداة وظفت بــأشــكــال عـــــدة: ومــنــهــا املـــــال السياسي واإلبراز اإلعالمي ضمن معادلة تصنيع املــعــادلــة الــســيــاســيــة االجــتــمــاعــيــة، أما عسكريًا فيتمحور في الدعم اللوجستي والفني واملالي والغطاء السياسي». وال يخفى على املواطنن الخليجين أن قناة «الجزيرة» القطرية تعكس ما في داخل نفوس القائمن عليها في الدوحة، مـــن خــــالل تــســخــيــرهــا لـــهـــدف سياسي يضرب وحــدة البحرين، عبر شاشتها، الــــتــــي ســـخـــرتـــهـــا حـــكـــومـــة قـــطـــر لنشر البرامج والتقارير املفبركة والكاذبة في حق البحرين، بهدف زعزعة أمنها، وبث الفوضى في شوارعها، لتحقيق أهداف السياسة القطرية في دول املنطقة، بيد أن حــكــومــة الــبــحــريــن فــضــحــت القناة الحاضنة للمرتزقة واملشبوهن فكريًا ومن يقف خلفهم.