«اقتصاد احلداثة».. أولى مهمات «السعودية اجلديدة»
في أولى ساعات صباح أمس (األربعاء)، كان السعوديون على موعد مع إطالق أكبر وأهم خطوة في تاريخ اململكة نحو «السعودية الجديدة» ورؤيــتــهــا ،2030 بـاخـتـيـار صــاحــب الـسـمـو املـلـكـي األمــيــر محمد بن سلمان وليا للعهد، لتتسق تلك الخطوة مع الطابع الشبابي املتنامي للمجتمع الـسـعـودي، الــذي يحتوي على 70 % مـن الـشـبـاب، وحاجة اململكة املاسة إلـى إدمــاج هـذه الطاقة البشرية في االقتصاد، تمهيدا للتحول من مرحلة االقتصاد الريعي إلى اقتصاد أكثر حداثة، يعيد صياغة املشهد االقتصادي للمملكة والشرق األوســط، بل ويتجاوزه إلى الخريطة االقتصادية العاملية. والشك أن املستهدف األول من رؤية 2030 هو املواطن السعودي عبر رفع مستوى معيشته، والتعامل مع أنماط االقتصاد الحديث، وتجاوز أنماط اقتصاد النفط التقليدي، في ضوء حدوث تغييرات جذرية في سوق الطاقة التقليدية عامليا، والطبيعة البنيوية في االقتصاد الدولي ككل، التي ستتبلور أكثر في النصف الثاني من القرن الحالي. وفـــي ظــل حــالــة الـتـبـاطـؤ والـــركـــود الــتــي يـشـهـدهـمـا اقــتــصــاد العالم، والــرغــبــة والــطــمــوح الــســعــودي فـــي خــلــق اقــتــصــاد مـــزدهـــر، بتوفير استدامة اقتصادية تحقق الهدف األسمى لرؤية ،2030 وهو التحرر من االعتماد على النفط، الذي يشكل نحو 90 % من إجمالي اإليرادات الحكومية، البد من دعم القطاع الخاص، واملنشآت الناشئة والصغيرة واملتوسطة، وتنشيط قطاع السياحة والترفيه، وتخصيص الخدمات والـدوائـر الحكومية، وتوطني قطاعات الطاقة املتجددة والصناعات العسكرية، وتنمية قطاع التعدين، وإعــادة تأهيل املـدن االقتصادية، وتنمية البنية التحتية الرقمية وغيرها الكثير. وبتلك املالمح تبدأ السعودية مهمتها الجديدة في الوصول إلى املركز الــــ61 كــأقــوى اقـتـصـاد فــي الـعـالـم، بعدما سجلت حــضــورا مميزا في مجموعة دول العشرين.