ولي العهد أطلق مرحلة ما بعد «البرميل األسود»
تركزت مامح الخطة التي رسمها ولي العهد األمير محمد بــن سـلـمـان عـلـى ثــــروات وإمــكــانــات تمتلكها السعودية لــم تستغل االســتــغــال األمــثــل؛ تمهيدا لـاسـتـفـادة منها لتدشن مرحلة ما بعد البرميل األسود. ومــن ضمن الــثــروات التي لـم تستغل، حسب وصــف ولي العهد مكانة السعودية الجغرافية، التي تطل على البحر األحمر، إذ إن %13 من حجم التجارة العاملية يمر من خال البحر األحمر، بينما تقدم اململكة «صفر» من الخدمات، مقارنة بذلك الحجم الهائل من التجارة العاملية بعائد اقتصادي مجد. وفـــي هـــذا الــســيــاق، قـــال الـخـبـيـر االقتصادي عــــبــــداإللــــه مـــؤمـــنـــة لــــــ«عـــــكـــــاظ»: «إن األرقـــــــام الــتــي ذكــرهــا األمــيــر محمد بــن سـلـمـان تضع السعودية فـي مقدمة دول العالم لاستفادة مــن هــذا املـمـر املــائــي، وبــنــاء أفـضـل الخدمات الـلـوجـسـتـيـة عـلـيـه لـخـدمـة املــاحــة التجارية بجميع مرافقها». ولفت إلى أن الخدمات البحرية واللوجستية تعد مـن أكثر الخدمات والقطاعات التي تستحوذ على الوظائف، والـقـادرة على زيــادة الـصـادرات غير النفطية، وإعادة تصدير املنتجات؛ ما سيكون لها أبلغ األثـر في دعـم أحـد أهـم برامج الرؤية الهادفة لــتــفـعــيــل دور الـــخـــدمـــات الــلــوجــســتــيــة، التي أعلنت أخيرا. وذكـــر مـؤمـنـة أن املـمـلـكـة تنقصها الخدمات اللوجستية، خصوصا فيما يتعلق بالتجارة الدولية. وأضـــــاف: «املـمـلـكـة تـطـل عـلـى بــحــريــن، وهما الخليج الـعـربـي، والبحر األحـمـر، وتستطيع االسـتـفـادة مـن الـتـجـارة الـتـي تمر عبر اململكة ســواء عن طريق البحر أو الجو أو البر». مــن جــهــتــه، أوضــــح الـخـبـيـر االقــتــصــادي الــدكــتــور سالم باعجاجة لـ «عكاظ» أن اململكة في حال استغالها للبحر األحـمـر، وتقديمها الخدمات اللوجستية ستوفر مبالغ هائلة لها، لـن تقل عـن %5 مـن الناتج املحلي اإلجمالي؛ نـظـرا ألن البحر األحـمـر يعد أهــم بحر فـي املنطقة، يمر من خاله الحجاج، وناقات النفط، وإذا فرضت اململكة رسوما على مرور الناقات من البحر األحمر إلى أوروبا فهي ستتمكن من إضافة رقم ضخم لاقتصاد السعودي. وتابع: «باستطاعة اململكة جني مبالغ ضخمة من خال هــذه الـخـدمـات، على غــرار ميناء دبــي، الــذي يشكل رقما ضخما من الناتج املحلي لإلمارة».