Trump Card يلوح باألفق.. ماذا في مكوكية تيلرسون؟
»ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺴﺘﺔ« ﺍﻷﺳﺎﺱ.. ﻭﻟﻘﺎء ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ.. ﻭﺍﺭﺩ
يــمــكــن الـــجـــزم أن الــرئــيــس األمـــريـــكـــي تـــرمـــب، كان األكثر إقداما وجـرأة في تشخيص مفاصل الحالة اإلرهابية في املنطقة، وتسمية األشياء بمسمياتها بـــدال مــن املـــواربـــة والــعــمــل خــلــف الــكــوالــيــس لدعم النظام اإلرهابي اإليراني مثل ما فعل سلفه أوباما، ما أدى إلى استفحاله وتشكيله ميليشيات طائفية تزرع الفنت في كل مكان. مــوقــف تــرمــب ظـهـر جـلـيـا فــي مناسبتني هامتني: األولـــــى أمــــام 57 زعــيــمــا ورئــيــســا لــــدول خليجية وعـــربـــيـــة وإســـامـــيـــة فــــي «قـــمـــم الــــعــــزم يجمعنا» بـــالـــريـــاض، ودعــمــتــه اإلرادة اإلســامــيــة العربية الخليجية في تعزيز الجهود للقضاء على اإلرهاب، والـثـانـي فــي األزمـــة القطرية وجـــاءت تصريحاته واضحة؛ إذ اعتبر في أول رد فعل على قرار الدول الـــداعـــيـــة ملــكــافــحــة اإلرهـــــــاب بــقــطــع عــاقــاتــهــا مع الدوحة، أن هذا اإلجراء بداية حقيقية للقضاء على اإلرهـــاب فـي املنطقة، متهما قطر بـأن لها تاريخا من تمويل اإلرهـاب على مستوى عال للغاية، وأنه قــد حــان الــوقــت لــدعــوة قـطـر إلنــهــاء هــذا التمويل، فضا عـن تثمينه لــدور خــادم الحرمني الشريفني في دعم اإلرادة الجدية ملحاربة قوى الشر واإلرهاب وكشفها أمام العالم. ومنذ تقلد ترمب مهمات الحكم تماهت املصلحة األمريكية والسعودية ملكافحة اإلرهاب، وتمازجت سياسة الـريـاض وواشنطن كليا الجتثاث إرهاب داعش ولجم اإلرهاب اإليراني الطائفي. اليوم تعود الدبلوماسية األمريكية من جديد في مسعى لحل األزمة القطرية؛ إذ شرع وزير الخارجية ريكس تيلرسون في جولة مكوكية بدأت من الكويت أمــــس، وبــحــث مــع أمــيــرهــا الــشــيــخ صــبــاح األحمد نتائج جهود الوساطة الكويتية، ومن الكويت إلى قطر فالسعودية لطرح الرؤية األمريكية للحل. وبــحــســب مـــصـــادر أمــريــكــيــة، فـــإن واشــنــطــن تدعم الــوســاطــة الــكــويــتــيــة، وتــــرى أن الــكــويــتــيــني بذلوا جهودا كبيرة في هـذه األزمــة. وأفصحت املصادر ذاتها، أن واشنطن تعتزم عقد لقاء بحضور أطراف األزمــــة والــوســيــط الـكـويـتـي ربــمــا فــي واشــنــطــن أو الكويت لبلورة حـل وفــق املـبـادئ الجتماع الستة، الـتـي أكـــدت املــصــادر لـــ«عــكــاظ» أن الـبـيـت األبيض متفق عليها، باعتبار أن األمر ال يقتصر على دعم وتمويل قطر لإلرهاب، بل املطلوب التخلي عن دعم التطرف واإلرهاب والتحريض على الكراهية بشكل عام. ويسعى تيلرسون من خال جولته للتهدئة والدفع بــاتــجــاه الـــتـــزام قــطــر بــاملــبــادئ الــســتــة بضمانات أمريكية والجلوس على طاولة املحادثات ملناقشة سـبـل الــحــل. ومــن املــؤكــد أن الــــدول األربــــع الداعية ملكافحة اإلرهــاب لن تعيد عاقاتها الدبلوماسية مع قطر وتنهي اإلجـــراءات املتخذة ضدها، إال إذا التزمت باملبادئ الستة نصا وروحــا وبضمانات أمريكية مكتوبة. وتأتي جولة الوزير األمريكي بعد أن أصدرت الدول الداعية ملكافحة االرهاب، بيانا مشتركا أعلنت من خاله، أن الحكومة القطرية رفضت بشكل غير مبرر قائمة املطالب املشروعة، وطرحت مبادئ ستة تدعو قطر إلى االلتزام بمكافحة اإلرهاب ومنع تمويله أو توفير املاذات اآلمنة، إيقاف كافة أعمال التحريض وخــطــاب الــحــض عـلـى الــكــراهــيــة، االلـــتـــزام باتفاق الــريــاض عـــام 2013 واتــفــاق عـــام ،2014 االلتزام بكافة مخرجات القمة العربية اإلسامية األمريكية، االمتناع عن التدخل في الـشـؤون الداخلية للدول ودعـم الكيانات الخارجة عن القانون، ومسؤولية دول املجتمع الدولي في مواجهة أشكال اإلرهاب. ويبقى الـسـؤال: هل تبادر قطر الستثمار الفرصة السانحة عبر النافذة األمريكية، أم تغلق في وجه ذاتها مسارب األمل، وتغلب أهواء املكايدة واملعاندة الــســيــاســيــة؟. وهـــل سـيـسـتـخـدم الــرئــيــس األمريكي الكرت املؤثر في لعبة الكوتشينو " Trump Card "إلنهاء األزمة .. على قطر أن تعي قبل فوات األوان.. املواجهات األسوأ.. لم تأت بعد.