دويلة «مدولة» تطالب بالتدويل !
إنها مفارقة عجيبة عندما تدعو قطر بالذات إلى تدويل الـحـج، إذ يبدو أن الدويلة «املــدولــة» ارتـضـت واستمرأت موضوع التدويل حتى خالته أمرًا طبيعيًا وعاديًا يمكن تطبيقه بسهولة في أي مكان آخر. قطر لم تعد دولة قطر كوطن بهوية ذاتية خاصة ونظام وطني يرعى مصالح شعبه ويحافظ على سيادة بلده ويقيم عالقات مع الدول األخـــــرى، تـسـتـنـد إلـــى احـــتـــرام أنـظـمـة وقــوانـــن العالقات الــدولــيــة. قـطــر تـحـولــت حـقـيـقـة ال مــجــازًا إلـــى بـلــد مدول بكل مـا يعنيه هــذا املصطلح، سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وإعالميا واجتماعيا. ســيــاســات الــنــظــام يـرسـمـهـا ويـنـفـذهـا اآلخـــــرون مــن دول وتنظيمات وأفــــراد، مــا بــن إيـــران وتـركـيـا وقـــادة تنظيم اإلخــوان وحماس وحــزب الله وغيرهم، وعسكريا تبسط القاعدة األمريكية عدتها وعتادها على األرض القطرية ومــؤخــرًا انـضـمـت لـهـا الــقــاعــدة الــتــركــيــة، ليصبح تعداد أفراد القاعدتن مقاربًا لتعداد سكان قطر، وأمنيًا أصبح مـــعـــروفـــا مـــن يـــديـــر فــعــلــيــًا اإلدارات األمـــنـــيـــة املــهــمــة من األجانب املشبوهن الذين استقطبتهم قطر، واقتصاديا يدير معظم الكيانات املالية واالقتصادية أجانب من كل مكان وتسيطر كثير من الشركات األجنبية على السياسة االقتصادية، وفي املجال اإلعالمي لم يعد خافيا على أحد من يدير السياسة اإلعالمية القطرية ومنابرها الداخلية والخارجية من مرتزقة يمثلون نفايات اإلعـالم املاضوي املــنــقــرض، وأمــــا اجــتــمــاعــيــا فـيـمـكـنـنـا بــســهــولــة اكتشاف التشوه االجتماعي الخطير الذي أحدثه النظام عندما زج بـأعـراق وإثنيات ال صلة لها بالهوية العربية في صلب املجتمع القطري ليصبحوا قسرًا قطعة من نسيجه رغم رفض جهاز املناعة االجتماعي القطري. إذًا ال غرابة أن تستسهل قطر مصطلح التدويل، ألنها تعيش حالة تدويل فعلية شاملة في كل مفاصلها، حولتها إلى دويلة تحت الوصاية العامة على كل شؤونها. ولـم تكن لتجرؤ على التلفظ بتدويل الحج لو لم تكن فاقدة األهلية والقرار لتردد ما دأبت قوله إحدى الدول الوصية عليها.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة