«التدويل» واللعب مع الكبار!
اســتــنــفــدت قــطــر كــل الــطــرق ملــنــع املــقــاطــعــة الــتــي فرضت عليها جراء تجاوزاتها ودعمها لإلرهاب والعبث بأمن واســـتـــقـــرار جــيــرانــهــا، بــعــد أن دنـــدنـــت كــثــيــرًا عــلــى وتر «السيادة» الـذي لم تحترمه لغيرها، بل سعت لإلطاحة بسيادة دول بأكملها، وها هي اآلن تفتعل لعبة جديدة وخطيرة تعتمد على تأجيج عاطفة املسلمني بتشويه صورة اململكة العربية السعودية، وهي القائمة على خدمة الـحـرمـني الـشـريـفـني -ملتقى أفــئــدة املـسـلـمـني- فاستهلت لعبتها بتقرير خبيث وملفق على قناتها (الجزيرة) عن سياسة اململكة فـي الـحـج، فقطر الصغيرة فـي كـل شيء ســـوى فــي الــشــر تـعـمـل عــلــى تــدويــل الــحــرمــني واملشاعر املقدسة وتسييس الحج بأكذوبة رعاية حقوق املسلمني، ما يتناقض مع مخططها الحوثي اإليـرانـي الستهداف املـقـدسـات وترهيب الحجاج خــالل حـج هــذا الـعـام، فهي الـراعـي واملـمـول األكـبـر لـإلرهـاب حتى فـي أطهر البقاع، ومــن ذا الــذي سيوافقها على هــذا الجنون ســوى بعض القومجية والحزبيني الحاقدين على اململكة وثلة مقاهي ادجوارد من معارضي الفلس والشعارات الكاذبة؟! مــن يــتــأمــل الـــواقـــع الــقــطــري والــســيــاســة الــتــي يفتعلها نظامها يالحظ فــورًا التخبط والتناقض واالضطراب فــي نـظـام يــحــاول الـعـبـث بـأمـن الكثير مــن الـــدول بقوة (املـــــــال)، بـيـنـمـا تـفـتـقـر هــــذه الـــدولـــة ألدنـــــى مستويات االعــتــمــاد عـلـى نفسها وجميعنا تـابـعـنـا -عــلــى سبيل املثال- أزمة الحليب والتي كان لها تداعيات جمة على شعب حرم من أبسط حقوقه كحق توفير مصانع إنتاج الغذاء واملـواد االستهالكية األولية الحتياجاته، بينما يـتـم صـــرف املــلــيــارات عـلـى اإلرهـــــاب وضـــخ امليزانيات الفلكية على هذا العبث!! أغلقت وزارة أوقــاف السلطات القطرية التسجيل للحج ومـنـعـت بـذلـك عـــددا مــن حـجـاج قـطـر مــن أداء مناسكهم لهذا العام، ال لشيء سوى تأصيل أكذوبة اختزلتها في الشكوى التي قدمتها لألمم املتحدة ضد السعودية سعيًا لتسييس الحج ! قطر لن تغير سياستها وال تستطيع أن تغيرها، فتنظيم الحمدين هـو مـن يدير تلك السياسة وهــو تنظيم نعلم جيدًا مـدى اضطرابه وصعوبة التوصل معه لتسويات أو عــهــود ومــواثــيــق، فــال هــويــة لـقـطـر كــدولــة وال هدف لسياستها في ظل هذا التنظيم عدا العبث والخراب مع الجار وغير الجار كدول ما سمي عبثًا (الربيع العربي)، بينما الــربــيــع الـحـقـيـقـي هــو تخليص املـنـطـقـة مــن هذا النظام!