دعاة التطرف يحرفون ترجمة نصوص قرآنية ألهداف شيطانية
وجه «مركز الحرب الفكرية» التابع لوزارة الدفاع السعودية ضربة قوية لـدعـاة اإلرهـــاب والتطرف مـن خــالل كشف التالعب الخطر ملـن يحاولون نشر رسائل الكراهية البغيضة بهدف تقويض األمــن واالستقرار ونشر الـتـطـرف واإلرهــــاب باستغالل الـخـطـاب الـديـنـي، حيث أطـلـق املــركــز عبر حسابه الرسمي في تويتر )@fekerksa( عددا من التغريدات جاءت على نحو تصويبات ألخطاء في ترجمة بعض «املصطلحات اإلسالمية». وقال املركز: «هناك وهم يتعلق بمعنى الكفر نتج عن الترجمة الخاطئة له، ما سبب كثيرًا من اإلشكال املناقض ملبادئ اإلسالم وقيمه في إحسان
ٍُ ًَ القول حيث يقول سبحانه: {وقولوا للناس حسنًا}». وتطرق إلى معنى الكفر لغة: الستر والتغطية، وفـي الشرع عدم اإليمان بالدين فكل من لم يؤمن بدين فهو كافر به كأنه جعل بينه وبني اإليمان به سترًا. ومن هنا جاء ت املناسبة بني اللغة والشرع حتى قيل للزارع كافر؛ ألنه يغطي البذر في التراب كقوله تعالى: «كمثل غيث أعجب الكفار نباته» أي الزراع. فمعنى الكافر: «غير املؤمن»، وتقول ملن ال تؤمن بدينه أو رأيـه أنا كافر بذلك أي أرده، وقد جاء هذا على لسان إبراهيم عليه السالم في قوله تعالى: «قد كانت لكم أسـوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم»، فاملسلم مؤمن بدينه وكافر بغيره، وغير املسلم كذلك مؤمن بدينه وكافر بغيره، وال يتجلى الفرق وينفرد الوصف إال عند التعريف. ولذا ترجمت كافة تراجم معاني القرآن املعتمدة كلمة الكافر بـ: disbeliever أي «غير مؤمن»، ويحصل اللبس عندما تترجم مثال بـ: .infidel ومثلها «ترهبون» في اآلية الكريمة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، فالصحيح ترجمتها بـ: Threaten-verb - بـ: Threat-noun وال تترجم Terrorize-verb Terrorism-noun - وكذلك كلمة السحر في االصطالح الشرعي، حيث يحصل اللبس عندما تترجم بـ magic واألولى ترجمتها بـ .sorcery فـــاألولـــى تـشـمـل ألــعــاب خــفــة الــحــركــة وقــــوة الــتــدريــب، وهــــذه جــائــزة في الـشـريـعـة، والـثـانـيـة هـي املـقـصـودة فـي االصــطــالح الـشـرعـي ولـهـا حقيقة بخالف األولى. ومثل ذلك ترجمة معنى «النصيحة لله»، كما في الحديث عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الـديـن النصيحة، قلنا: ملـن يـا رســول الـلـه؟ قــال: لله، ولكتابه، ولرسوله، وألئمة املسلمني وعامتهم) رواه مسلم. فـالـخـطـأ تـرجـمـة «الـنـصـيـحـة» هـنـا بــــ: ،advice بينما الصحيح ترجمتها ،sincerity فالترجمة األولى، وهي السائدة، تحيل املعنى لسوء فهم كبير باإلسالم في أدبه مع الخالق جل وعال، فضال عن تحريف املراد الشرعي. وكـــان خـبـيـر دولـــي أكـــد أن مــركــز الــحــرب الفكرية السعودي يمثل رأس الحربة في املعركة ضد أطروحات حـركـة اإلخـــوان املسلمني وداعـمـيـهـا، مشيرا إلــى أن إشراف نائب خادم الحرمني الشريفني األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على املـركـز يمنحه الـقـوة الـالزمـة ملواجهة فكر التطرف والعنف. وقــال الخبير األمريكي الدكتور ثــودور كاراسيك فـــــي مــــقــــال نــــشــــره فـــــي صــحــيــفــة «آنـــــدراســـــتـــــا» األمريكية أخـيـرا: إن املشرف العام على املركز الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى يقود جهودا مميزة، لتعزيز صورة اإلسالم املعتدل من خالل التوضيح بأن قيم اإلسالم تدعو للتسامح والتعايش، وأن املركز يسعى ملواجهة أفكار الكراهية واإلقصاء. ورأى كـــاراســـيـــك أن املـــركـــز يـــفـــرض نفسه أداة قــويــة لـلـتـنـويـر فــي الــفــضــاء السيبيري «اإللـــكـــتـــرونـــي»، مــشــيــدا بـــالــــدور املـــهـــم الـــــذي يـــتـــواله املـــركـــز في فـضـح املــزاعــم واألســالــيــب الـخـادعـة الـتـي يـــروج لـهـا املتطرفون واإلرهابيون. ولفت النظر إلى أن التركيز على جماعة اإلخوان املسلمني أمر بالغ األهمية إليقاف دعم دولة قطر لهذه الحركة املتطرفة، منوها بـ«الجهود التي يبذلها األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لكشف علل التطرف واإلرهاب». وأثـنـى الـدكـتـور كـاراسـيـك على العمل الذي يقوم بـه مركز الـحـرب الفكرية فـي مواجهة املــــــؤامــــــرات والـــتـــحـــالـــفـــات اإلرهــــابــــيــــة عبر الــنــقــاش والـــطـــرح الــعــلــمــي، مــحــمــال تنظيم اإلخــــوان املـسـؤولـيـة فــي اتــجــاه بعض الشباب املــســلــم لـتـنـفـيـذ عــمــلــيــات انــتــحــاريــة واغتياالت ألهداف سياسية. وشدد على أهمية الدور الذي يقع على عاتق مركز الحرب الفكرية في «توعية الشباب ضد الفكر املـتـطـرف مـن خــالل بـرامـج مختلفة تـهـدف إلــى تفكيك األساليب التي يستخدمها اإلرهابيون في تجنيد األتباع»، مؤكدًا أن املركز كشف للجميع «غدر دولة قطر بجيرانها العرب».