Okaz

هل «سمة» وضعها نظامي؟

- حسين شبكشي hashoboksh­i@gmail.com

حــــاول أن تــحــصــل عــلــى فـــاتـــو­رة تــثــبــت حسابك الختامي من فــروع شركة االتـصـاال­ت السعودية عـلـى األغــلــب، سـيـقـولـو­ن لــك أن الـنـظـام ال يسمح وعليك بمراجعة اإلدارة العامة بالرياض. وإذا سددت «الحساب» لن يكون لديك ما يثبت أنك سـددت الحساب «الختامي»، وإذا جاءتك فاتورة بعدها ورغبت في االعتراض، نظرا ألنك سددت الحساب «الختامي» لـن يكون بإمكانك القيام بعمل ذلــك ألن الفاتورة ستتحول تلقائيا إلى «سمة» الكيان املؤسس ملراقبة األداء املالي ومدى االلتزام بالسداد وبالتالي تصنيف األفراد واملؤسسات بحسب التزامها. إال أن «سمة» في هذه الحالة (وفي حـاالت شبيهة أخـرى باملئات) يبدو أنها مصممة أساسا لكي تكون منحازة إلى صاحب الفاتورة ومصدرها وبالتالي هي ليست جهة حيادية وموضوعية. من األساس صاحب الفاتورة يواجه بترسانة مجهزة كافة العمالء، فهو يعلم أن بظهره كيانا مؤثرا وفعاال اسمه «سمة» قادر على تصنيف العمالء في حالة عدم السداد أو االعتراض. في كل الكيانات املشابهة وتحديدا شركات ومؤسسات التصنيف املالي ال يتم «التصنيف» إال بعد حـسـم مـسـألـة االعــتــر­اض مــن الـطـرفـني بشكل مـوضـوعـي وبعد ذلــك يـتـم الـتـصـنـي­ـف. يـذكـرنـي هــذا الــوضــع بالحقبة السوداء الظالمية لوزارة املالية السعودية في فترة الثمانينات امليالدية عندما كانت تتمادى بشكل غير معقول في التأخير عن سداد مستحقات املقاولني وهم الذين لديهم ديون وقروض مستحقة لــدى الـبـنـوك بضمانة مـشـاريـع وزارة املــالــي­ــة، وعـنـدمـا تتقدم املصارف السعودية بالشكوى على املقاولني لتأخرهم في سداد ديونهم وقروضهم تقوم وزارة املالية بكل عنجهية بتصنيفهم في قائمة سـوداء أعدت بكل ظلم وجبروت وتعسف. لقد كانت أياما سـوداء، ولكن يبدو أن هذه الثقافة وهذه العقلية ال تزال مـوجـودة في أسلوب تعامل «سمة» مع العمالء. ثقافة حماية املستهلك الشعبوية، التي كان يطبل لها ويروج لها واضح أنها كانت فقط ضـد رجــال األعـمـال وليست باملفهوم العريض ألن من أبجديات حماية املستهلك اليوم ومن ضروريات «حوكمة» اإلدارة هـو السماح بالتقاضي الـتـام أن يـأخـذ مـجـراه قبل أي إجراء وتحيز لصالح أي طرف، وفي هذه الحالة هو غير صالح البتة. الـيـوم السعودية تدخل عهدا جـديـدا مـن العمل اإلداري الرسمي، شعاره الحوكمة فوق كل اعتبار وتفسح املجال بكل ثـقـة ملـؤسـسـات عـاملـيـة فــي مــجــال التصنيف ملـمـارسـة أعمالها داخل السعودية وهذه كلها خطوات هامة جدا وواعــدة، ولكن كل األمل أن يطال نهج الحوكمة كيانا خطيرا ومؤثرا كـ«سمة» ألن االنحياز لجهة واحــدة وهـي مصدر الفاتورة على حساب املستهلك مسألة فيها إجحاف وغير مهنية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia