حرب جديدة تقودها الدوحة ضد احلرمني!

@massaaed أول ظهور لعودة مصطلح الصليبني الجدد كان في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي ثبت مؤخرا أن من خطط لتنفيذها هي دولة قطر بالتعاون مع «القاعدة» الذراع العسكري لجماعة اإلخوان املسلمني، وأفردت لها الدوحة إعالمها وأموالها وأراضيها لالنطالق، والتمويه والتمويل والتنفيذ على يد خالد شيخ محمد الذي اختبأ في الدوحة هربا من املالحقة األمريكية بعد أسابيع من تنفيذه للعملية. لقد كانت الحادثة جسرا لتحقيق مخططات لم يكن يعلم أحـد مداها إال الـيـوم، بعدما بدأت تتكشف أسرار تلك الجريمة. السؤال املهم: ما هو الرابط بني نظام الدوحة وبني أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي لم تكن سوى الجزء األول من املخطط الطويل الـذي نعيشه اليوم، وبني إنشاء أكبر كنيسة في الشرق األوســط في قطر العام ،2008 ووضــع حجر األســاس لبناء خمس كنائس أخـريـات في بلد ال يحتمل ذلـك العدد، إضافة إلـى العمل على تفتيت الــدول العربية عبر مشروع الشرق األوسط الجديد وهد الدول املركزية في العالم العربي. لنعد للجزء الثاني من املخطط، فقد صرح وزير خارجية قطر األسبق حمد بن جاسم في حوار تلفزيوني منشور وموثق أن قطر هي من دعمت وفتحت أراضيها أمام الجيش األمريكي لغزو العراق، تسبب ذلك في قتل وتهجير املاليني من األبرياء. املرحلة الثالثة، أتت بعد االنتهاء من هدم ونحر الدولة املركزية العراقية، حينها تم التحول نحو الدول الرخوة األخرى في مشروع التفتيت، عبر تأجيج االحتجاجات ووضعها ضمن ما يسمى بـ «الربيع العربي»، فهدت تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، إما جزئيا أو بالكامل. السعودية كانت هي الرقم األصعب في املخطط، فلم تسقط على الرغم من محاولة توريطها في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبقيت صلبة أمام األعمال القتالية للقاعدة 2003 – ،2005 التي دعمتها ومولتها أيضا الـدوحـة وسهلت دخــول قادتها «عبد العزيز املـقـرن واملجاطي وخالد حاج» عبر حدودها وزودت بعضهم بجوازات قطرية، مرورا بمحاولة تقسيم املجتمع السعودي ودفعه لالحتراب الداخلي بواسطة الحركيني من املؤلفة «جيوبهم»، وليس انتهاء بدعم أعمال داعش والحوثيني وإرهابيي العوامية. لـنـعـد مـــرة أخــــرى لــلــحــروب الـصـلـيـبـيـة الــجــديــدة، وهـــل هي محض خيال أم أن هناك من يخطط ويدفع املنطقة وشعوبها إليها، عبر املراحل السابقة، وصـوال إلى استدعاء املنظمات الليبرالية الغربية للتدخل في شؤون الحرمني الشريفني. باألمس القريب كانت هناك ثالثة أحـداث غاية في األهمية، األول: تـقـديـم قـطـر شــكــوى لــأمــم املـتـحـدة لـتـدويـل الـحـرمـني في كافة املحافل الدولية - كما هو نص الخبر املنشور في صحيفة الـرايـة القطرية بتاريخ /30 يوليو / 2017 - الثاني: احتضان قاعدة تركية على عجل تجاور القاعدتني األمريكيتني في العديد والسلية، واالسـتـعـداد أيضا لبناء قـاعـدة إيـرانـيـة. الـثـالـث: قيام سلطات الدوحة بمنح األجانب حق اإلقامة الدائمة، وهذا يعني مساواتهم بالقطريني. املسألة ليست هنا، بل كيف ستتعامل دول الخليج، وباألخص الــســعــوديــة مــع مــواطــنــني قــطــريــني دولــتــهــم عــضــوة فــي مجلس الــتــعــاون، األمــــر الــــذي يـتـيـح ملــواطــنــي املــجــلــس الـتـنـقـل ودخول األماكن املقدسة «مكة واملدينة» دون شروط، كيف سيتم التعامل مع البوذيني والهندوس واملسيحيني واليهود الذين منحتهم قطر حق اإلقامة والتعامل معهم كمواطنني، هـل سترفع قطر شكوى ضـد الـريـاض لأمم املتحدة تقول فيها إن مواطنيها تم منعهم من دخول أراضي الحرمني املتاحة لكل القطريني. أخيرا هل تعلم عزيزي القارئ أن الدولة التركية هي جزء من حلف الناتو العسكري، وأن أي تحرك عسكري تركي يجب أن يكون ضمن ترتيبات وموافقة الحلف، وأن أي اشتباك أو صدام يصبح الحلف العسكري األوروبي تلقائيا جزء ا منه، وأن دخول الــقــاعــدة الـتـركـيـة لشبه الــجــزيــرة الـعـربـيـة، يعني اقــتــرب حلف الناتو املسيحي من الحرمني الشريفني. قطر هـي مـن أنـشـأت ودعـمـت داعـــش، وهــي مـن تـمـول إرهابيي جـبـهـة الــنــصــرة والــقــاعــدة فــي ســوريــا وســيــنــاء ولـيـبـيـا، الذين هــجــروا املـسـيـحـيـني الــعــرب واألقـــبـــاط وقــتــلــوهــم عــلــى الهوية، وفـجـروا كنائسهم إلعطاء «الصليبيني الـجـدد» ذريعة العودة للشرق واحتالله لحماية املسيحيني املضطهدين. إذن الكنيسة القطرية والقواعد األمريكية، وقاعدة حلف الناتو الــتــركــيــة، وحـــق اإلقــامــة الــدائــمــة فــي قــطــر، لـيـسـت ســـوى نقطة انــطــالق ملـهـاجـمـة الــحــرمــني الــشــريــفــني، فــالــحــروب الصليبية الجديدة ليست موجهة لبيت املقدس كسابقاتها، فهو تحت اإلدارة اإلسرائيلية التي زار قادتها الدوحة، وزار قادة تنظيم الدوحة تل أبيب. الشك أن طلب الدوحة تدويل الحرمني هو أعظم اعتداء واجهه اإلســــالم مـنـذ نـشـوئـه وحــتــى الــيــوم، فـهـو يـسـتـدعـي مؤسسات علمانية غربية للهيمنة على الحرمني الشريفني واإلشراف عليهما، إنها حرب صليبية جديدة تقودها الدوحة ضد الحرمني الشريفني.