اخلائن القطري.. على خطى ابن العلقمي
سجناء وسائل التواصل االجتماعي
مــــن يــــقــــرأ تــــاريــــخ ابــــــن العلقمي، وخيانته لألمة، وتآمره على دولة الـــخـــافـــة الــعــبــاســيــة؛ فـــإنـــه وعلى الفور يجد ذلك متجسدا أمامه في حكام قطر، فقد عمل ابـن العلقمي الشيعي على إسقاط الدولة السنية مــن خـــال ثــاثــة مـــحـــاور: إضعاف الـجـيـش وشـحـن الـنـفـوس، مراسلة الــتــتــار، وتـحـسـن صــورتــهــم ومنع محاربتهم. وهـــا هــو الــتــاريــخ يـعـيـد نـفـسـه مع خـــائـــن مــمــاثــل فـــي الـــهـــدف ولكنه مــتــطــور فـــي الـــوســـائـــل، فــقــد تآمر عـلـى جـيـش الـتـحـالـف الــعــربــي في اليمن، وزود اإلرهابين باملال من أجـل االعـتـداء على رجــال األمــن في البحرين ومصر واملنطقة الشرقية، وتراسل مع الحوثين واإليرانين ومـــدهـــم بــكــل خــطــط الــتــحــالــف في الــيــمــن، كـمـا راســـل ودعـــم باألموال وتعامل مع كل العناصر املشبوهة واإلرهـــابـــيـــة فــي كــل أنــحــاء العالم ومـــــــن بـــيـــنـــهـــا «داعـــــــــــش» و«حـــــــزب منذ ظـهـورهـا األول، غـيـرت وسـائـل التواصل االجتماعي بشكل كبير طريقة تفاعل البشر بـــعـــضـــهـــم الــــبــــعــــض، فـــكـــمـــا وفــــــــرت خاصية التواصل مع أي شخص في أي مكان بسهولة، أثـبـتـت أنـهـا أداة قـويـة عـــززت شـعـورنـا بأننا جــزء مــن مجتمع عــاملــي، فـالـحـاجـة لارتباط مــع اآلخــريــن جـعـلـت املـسـتـخـدمـن يتهافتون عليها لتنمو أعدادهم بوتيرة غير مسبوقة، وبعد أن كـان السؤال كــيــف يـمـكـن الــعــيــش معها؟ أصــبــح الــســؤال وفــي وقت قــــــيــــــاســــــي كــــــيــــــف يمكن العيش دونــهــا؟، وكأنها جــزيــئــات مــتــواجــدة منذ األزل في الحمض النووي البشري. بـــن «تـــويـــتـــر» و«فيسبوك» و«أنـــــســـــتـــــغـــــرام» و«يــــوتــــيــــوب» و«واتـــــســـــاب» و«ســــنــــاب شات» وغــيــرهــا مـــن الــتــطــبــيــقــات الــتــي حــمــلــت على شــــــاشــــــات وأجــــــهــــــزة اخـــتـــلـــفـــت خاصياتها وتسمياتها، تشتت االهتمام وأصبح التركيز على الذات وسطحية اإلدراك عنوان املستخدم لها، الكل يحرص على مشاركة أفضل ما لديه، لـيـس عـلـى صـعـيـد الـنـوعـيـة بــل كــل مــا يدخل الــــــلــــــه» ونــــــظــــــام األســــــد وعــــصــــابــــات حماس املـــتـــاجـــرة بالقضية الــــــفــــــلــــــســــــطــــــيــــــنــــــيــــــة واإلخــــــوان املسلمن واملرتزق عزمي بشارة وقـــروبـــه اإلرهــــابــــي، ثم أتـــى بــالــجــيــش اإليراني إلـــــى قـــطـــر فــــي ســـلـــوك ال يفعله عـاقـل، فهو يعلم مــدى عداء الـــفـــرس لــلــعــرب عمومًا وللخليج خصوصًا، ومــــــــع ذلــــــــك يحضر قـــــواتـــــهـــــم ويفتح القواعد العسكرية وأرض الشعب القطري لهم. مـــــــــــــاذا بـــــقـــــي لم يــــفــــعــــلــــه حــــكــــام قـــــــــــــطـــــــــــــر؟!، لــــقــــد اســــتــــبــــاحــــوا كل شـــــــــــــيء مـــــقـــــدس يــربــطــهــم ببقية في إطار املجاملة الخادعة والبهرجة الامعة الـــكـــاذبـــة، فــغــابــت األمـــانـــة فـــي نــقــل املعلومة واخـتـصـرت املشاعر فـي رسـائـل والـنـقـاش في تـغـريـدة، وأصـبـح الشخص يقيم ليس بفكره وعلمه بل بعدد متابعيه، وأصبحت اللحظات تـسـجـل لتصنع أعــــدادا اجـتـمـعـت بــــاآلالف بل باملاين أحيانا دون تفاعل أو إحساس يذكر بينها، فحولنا إلــى سجناء العزلة االجتماعية. أصبح الكل يبحث عن قدوة تتناسب ورغباته املكبوتة، يتتبع أخـبــارهـا، يقلدها ويــــســــتــــبــــدلــــهــــا بـــــقـــــدوات حقيقية ملموسة تفصله عنها أبـــواب الــغــرف التي أوصدت ليوصد معها باب التفكير والتمييز العقاني، وفــــــــــي ظـــــــل نـــــظـــــريـــــة املـــــــؤامـــــــرة والدسائس التي توجد عبر كل األزمنة بغرض التلويث الفكري وإحباط قيم بنت حـضـارات عريقة انعطف أمامها تاريخ البشرية، استغلت حرية التعبير التي توفرها مواقع التواصل االجتماعي التي تكاد تنعدم فـيـهـا الــرقــابــة لـنـشـر الــكــراهــيــة والعنصرية، دون أخــذ التصنيف العمري والثقافي بعن دول الــــخــــلــــيــــج والــــــــــــدول العربية، إنـهـم يتآمرون على اإلسام واملقدسات، وعـــــلـــــى إخـــــوانـــــهـــــم في الــــعــــروبــــة، ولـــــو دققنا فـــي املــشــهــد ســنــجــد أنه ال مــــــبــــــرر ألي مـــــــن هـــــذه الــحــمــاقــات الــتــي يرتكبها الساسة القطريون، وليست هــــنــــاك أي مـــكـــاســـب ســـيـــاســـيـــة أو جغرافية ستتحقق من وراء هذا الدعم غير املـحـدود لإلرهاب، كـــــــــل مـــــــــا هــــنــــالــــك أنـــــــفـــــــس شــــــريــــــرة وحــــــاقــــــدة، تملك أمــــــــــــــواال طائلة فا ستخد متها فـــــــــــــــــي الــــــــــــشــــــــــــر، ومحاولة تدمير دول الخليج في املقام األول. هـــــــــذه الـــــدويـــــلـــــة االعــتــبــار، فــأمــام مـعـلـومـات مغلوطة دون أي بناء جوهري تدور معارك كامية طاحنة، وال يقف األمر عند هذا الحد بل وصل إلى اعتماد بعض أرباب العمل في قرارات توظيفهم على مـا تترجمه مـواقـع الـتـواصـل االجـتـمـاعـي عن الشخص وليس على السيرة الذاتية. والـــســـؤال الــــذي يــطــرح نــفــســه بـــقـــوة: إلـــى أين املسار؟، هل ممكن أن تخلق السلبيات املذكورة أعـــاه دافــعــا قـويـا للجهات املـسـؤولـة للسعي للتحكم في املحتوى املعروض في «السوشيال ميديا» واختيار الشخصيات املؤثرة فتصبح منبرا مقننا بــاملــوروث البشري األخــاقــي، أم الــكــنــتــونــيــة تـــحـــاول تــقــمــص أدوار الــكــبــار لــتــكــون مـــؤثـــرة، ولــكــنــهــا لم تــجــد إلـــى ذلـــك ســبــيــا، فــتــاقــت إلى الشرور مدعومة في نواياها السيئة بقناتهم الـخـنـزيـرة الـتـي أنشأوها لــهــذا الــغــرض، فـهـي مـجـنـدة للنيل من حكام دول الخليج، ومن بعض حكام الدول العربية، وتحاول شحن الشعوب ضد القادة، إال أن ذلك كله لم يمر مـرور الكرام، فهناك قيادات حـكـيـمـة وحــصــيــفــة تـنـبـهـت لألمر، وصــاغــت املــعــاهــدات لـكـي نـكـف شر هـــــذه الـــدويـــلـــة املــنــفــلــتــة مــــن عقال املنطق والــعــروبــة والــديــن، إال أنها أبــــت ودأبــــــت عــلــى نــقــض املواثيق والعهود حتى جاء الرد القاسي من الدول الداعية إلى مكافحة اإلرهاب بــاملــقــاطــعــة، والـــتـــي ســتــجــعــل قطر تـذعـن وهــي صــاغــرة، فلن تستطيع الـصـمـود حـتـى وإن كــابــرت مؤقتا، لكنها في نهاية املطاف ستجر ذيول الــخــيــبــة، وســـــوف تــأتــي تستعطف وتستلطف ولكن بعد فوات األوان. أن عطش حرية التعبير وبريق الشهرة الذي يـعـتـبـره أغــلــب مـسـتـخـدمـي وســائــل التواصل االجتماعي مصدر اإلدمان عليها سيعتبر أي محاولة لتعديلها وتقنينها كبحا للحرية؟، بــن هـــذا وذاك الــتــقــدم الـتـكـنـولـوجـي وسيلة غـرضـهـا خـدمـة الـبـشـريـة.. هــذه األخــيــرة التي تـبـنـى لـبـنـاتـهـا عــلــى الــتــفــاعــل واالجتماعية والتواصل الحقيقي بمشاعر إنسانية.