مطار صنعاء ومأساة اليمن

ليس للحكومة الشرعية في اليمن والتحالف الداعم لها أن يحول أي منهم دون وصــول املساعدات اإلنسانية للشعب اليمني الذي بــات بـأمـس الـحـاجـة إلـيـهـا، غـيـر أن لـيـس ألحــد أن يتقبل أن يتم اتـخـاذ تلك املـسـاعـدات غطاء لـوصـول األسلحة والـذخـائـر والدعم العسكري لجماعة الحوثي والرئيس املخلوع علي عبدالله صالح، فيستقوون بما يصل إليهم ويطول أمد الحرب التي هي األساس في معاناة الشعب اليمني. مــن هنا جـــاءت وجــاهــة املــبــادرة الـتـي قدمتها الحكومة اليمنية ودول التحالف الداعمة لها واملتمثلة في وضع مطار صنعاء تحت إشراف األمم املتحدة والتي يمكن لها أن تشكل ضمانة دولية تحول دون اتخاذ املساعدات اإلنسانية غطاء لتمرير األسلحة والذخائر للحوثيني وقوات علي عبدالله صالح، ومبادرة الحكومة اليمنية ودول الـتـحـالـف تـرتـكـز عـلـى مــبــادرة مـمـاثـلـة تــقــدم بـهـا مبعوث األمــني الـعـام ملجلس األمــن إلــى اليمن واملتمثلة فـي وضــع ميناء الحديدة تحت إشـراف دولـي يضمن وصـول املساعدات اإلنسانية ويحول دون وصول األسلحة والذخائر، وهي املبادرة التي قبلتها الحكومة اليمنية ودول التحالف ورفضتها جماعة الحوثيني وعلي عبدالله صالح. لــذلــك كـلـه يــكــون مــن املـسـتـغـرب أن تــرفــض األمـــم املــتــحــدة مبادرة الحكومة اليمنية ودول التحالف ويعلن املتحدث باسمها أنها غير مسؤولة عن إدارة املطار، وهو رفض يناقض مسؤوليتها الدولية عن إقرار السالم ودورها في وضع حد للحرب في اليمن ووضع حد ملأساة الشعب اليمني، بل ويتناقض مع مبادرة املبعوث األممي املتضمنة وضع ميناء الحديدة تحت إشراف األمم املتحدة. رفـــض األمـــم املــتــحــدة ملــبــادرة وضـــع مــطــار صـنـعـاء تـحـت إشراف دولي ال يكشف عن شيء بقدر ما يكشف عن تناقضات متكررة تقع فيها األمــم املتحدة ضحيتها الشعب اليمني الــذي هـو أحــوج ما يكون ملوقف دولي صادق ومتماسك ال يسهل وصول املساعدات له وإنما ينقذه مما يعانيه من حرب ورطه فيها االنقالب الذي قاده الحوثيون ضد الشرعية اليمنية.