Okaz

محاصرة دعاة الكراهية

- هاني الظاهري @news-sa.com Hd.alhayat@ gmail.com

كــشــف رد الــفــعــ­ل الـشـعـبـي الـكـبـيـر عــلــى داعــيــة الــكــراه­ــيــة الذي حاول النيل من الفنان الراحل عبدالحسني عبدالرضا بتغريدة طائفية مشينة أن املجتمع الخليجي الـجـديـد تــجــاوز مسألة القبول باستغال بعض املضطربني للدين بهدف إشاعة الطائفية واالنقسام االجتماعي للتكسب في سوق الفوضى الناشئة عن ذلـك، وهو أمر يؤكد أن دعاة الفتنة والكراهية أصبحوا غرباء في هذا العصر بعد أن كانوا يهزون الجموع بخطبهم السوداء وفكرهم الظامي. لسنوات عديدة بنت األصوات الداعية للكراهية والتطرف أمجادها وتاريخها وشهرتها على ضعف الوعي الشعبي وتفشي الجهل بالواقع وانعدام القدرة على اإليمان بضرورة االختاف، في مرحلة زمنية كان االنفتاح فيها على الــعــالـ­ـم والــثــقـ­ـافــات املختلفة مـسـألـة فــي غــايــة الـصـعـوبـ­ة، ثــم جـــاء االنفجار املعلوماتي ليسقط عروشهم الوهمية ويعري جهلهم وسوداويتهم بشكل يـومـي على شبكة اإلنـتـرنـ­ت ابــتــداء باملنتديات اإللـكـتـر­ونـيـة ولـيـس انتهاء بشبكات التواصل االجتماعي حتى تجاوزهم املجتمع، وبصق على ثقافتهم، فيما هم عالقون في متاهات الظام الــذي صنعوه بأيديهم وعـاجـزون عن االنعتاق منه رغم كل ضغوط العصر عليهم. الجميل اليوم أن يد الدولة ممثلة في «النيابة العامة» قـررت الدخول بقوة لحماية املجتمع بـانـتـزاع الـظـامـيـ­ني مــن جـحـورهـم، وإيــقــاف مــد الكراهية والـتـطـرف عبر إحـالـة رمـــوزه ودعــاتــه للمحاكمة، باعتبار مـا يقدمونه من خطاب أسود يمس النظام العام ويهدد السلم االجتماعي ويثير الشقاق بني الناس، وهذا أمر مطلوب ودور أساسي للسلطة فـ«الله يزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن». ســوف يـحـاول دعــاة الكراهية تصوير تـدخـل السلطات ملـحـاصـرة خطابهم الـظـامـي بـأنـه اعــتــداء على حـريـة الـــرأي، إذ إنـهـم ولــشــدة جهلهم يعتبرون التحريض على كراهية وإيذاء الناس مجرد «رأي»، فهذه بضاعتهم املعتادة عندما يشتد الخناق عليهم، لكن الواقع يقول إن التحريض على الجريمة هو بحد ذاته «جريمة»، وعندما يعمد شخص لتكفير شخص آخر بكلمات ال يلقي لها باال فهو يبني حكما بإهدار دم خصمه وإباحة ماله وعرضه، أي أن «التكفير» فعليا ليس سوى جريمة تحريض على القتل والسرقة، وكل من يحاول التقليل من شأن «خطاب التكفير» إما جاهل يجب األخـذ على يده، أو مجرم متعطش للدماء والفوضى باسم الدين، وفي هذه الحالة يجب أن يحاكم على جريمته دون تردد، صيانة لدماء وأعراض الناس. كل التنظيمات اإلرهابية التي أسـاءت لإلسام وأراقـت دماء اآلمنني ودمرت مجتمعات عـربـيـة مسلمة بأكملها وشـــردت األبــريــ­اء مـحـولـة حياتهم إلى جــحــيــم، قــامــت فــي األســـــا­س عــلــى «خــطــاب الــتــكــ­فــيــر»، وتــغــذت عــلــى إشاعة الكراهية، وكبرت وعظم شأنها في أماكن ضعفت فيها يد السلطة الرسمية، كالدول التي تعاني من االضطرابات والفنت، وقد أنجى الله السعودية ودول الخليج من حرائق ما سمي بالربيع العربي بفضل وعي الشعوب وتوحدها وحرصها على األمــن واالستقرار ومـقـدرات الوطن، بجانب تيقظ السلطات الرسمية ملخططات دعــاة الفتنة واالنشقاق، وهــذا أمـر يجعلنا نقدم الشكر والتأييد واالمتنان لكل جهة رسمية قررت النهوض بواجبها والوقوف في وجه مخربي األوطان من دعاة الكراهية والتطرف.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia