مديرو املوارد البشرية في املستشفيات السعودية
حاكموهم، أغلبهم، يستحق الشنق في ميدان عام، ألنهم «العدو الخفي» املسؤول عن رداء ة مستويات الخدمة الطبية في «البياض األعظم» من مستشفياتنا، ومصدر كآبة الطواقم البشرية الطبية. ويـجـدر أيضًا إشــراك مـديـري املـــوارد البشرية فـي مسؤولية وعـقـاب األخطاء الطبية، ألنـهـم كـانـوا الـجـالـب للطبيب، واملتفحص األول ألوراقــــه، شهاداته، واملتحمس لتقديمه كبديل لطبيب كان أفضل. يتحكم «مدير املــوارد البشرية» بمؤشرات أرواح الطواقم الطبية، التمريض، التقنيني، واإلداريني، وخفضها إلى أدنى مستوياتها، يتلذذ بتأخير الترقيات، التوظيف، وسلم الرواتب، وغالبًا يقدم «عامل الراتب املنخفض» على «عامل الجودة املرتفع»، وينشط كسرطان خبيث يأكل نمو الكيان الطبي، ويتسبب بهجرة الكوادر الطبية املتخصصة والنادرة. جاء جمع كثير من مديري املوارد البشرية في مستشفياتنا من مسار التدرج الــوظــيــفــي الــتــقــلــيــدي، ال يـحـمـل شـــهـــادة مـتـخـصـصـة فـــي مــجــال عــرفــنــاه في السعودية حديثًا، كان أحدهم ذات يوم مجرد موظف استقبال، ثم تصاعدت حظوظه، على سلم «غباء املنشأة» حتى أصبح مديرًا ملواردها البشرية، فعثا في املستشفى فسادًا، وانهارت جودة املستشفى، ونال املرضى منه سببًا ملوت، خطأ طبي، أو تشوهات دائمة. يــحــق لــنــا، أن نــصــرخ بــوجــوب ســرعــة تـنـظـيـف إدارات املـــــوارد الــبــشــريــة في مستشفياتنا من كل موظف ال يحمل شهادة متخصصة «مديرًا، أو صغيرًا»، ألنها بوابة التوظيف، وتوزيع الكوادر، ففسادها «املعرفي، اإلداري» ينعكس مباشرة على املريض، الطبيب، املمرض، حتى تورطنا بمزاج عام غير صحي، ورداءة في املحتوى الطبي، رغم مليارات اإلنفاق. هــرب أطــبــاء، أكــفــاء، رائــعــون ومـبـدعـون مـن مستشفيات فـي مدننا الصغيرة واملتوسطة، وانهارت الجودة، تصاعدت أرقام الشكاوى، الضحايا، وصرخات غـضـب الــشــارع الــســعــودي، بينما مـديـر املــــوارد الـبـشـريـة مستمر بـفـرد ريش سيطرته عـلـى املـنـشـأة، يـشـرب أقـــداح الـقـهـوة، وسـكـرهـا دمـــاء تــنــزف، وأرواح ترهق. يمتلك مدير املــوارد البشرية السيطرة الكاملة على ترشيح واختيار القادم الجديد «الــرديء غالبًا»، وتطفيش القديم «الجيد غالبًا»، بينما تكون مهمة مدير املستشفى، واملدير الطبي، التوقيع األعمى. يمتلك مــديــر املــــوارد الـبـشـريـة أيــضــًا الــقــدرة عـلـى تهشيم «الــــروح املعنوية» للطبيب، املــمــرض، الـتـقـنـي، واإلداري، وبـالـتـالـي فـمـن ال يــأخــذ مــا يستحق، اليعطي املريض ما يستحق، فال األطـبـاء مالئكة - كما يـقـال-، وال األلــم زائل بمجرد دخولنا مستشفى. بنينا املكان، وهدمنا اإلنسان، وجلبنا أجهزة غالية األثمان، بعضها بقيمة تعادل رواتــب الكادر الطبي قاطبة ملـدة عـام، أو أعــوام، ثم تركنا لرجل واحد معوال يهدم فيه «وعود الدولة» وعالقتها باملواطن، فيروسًا قاتال، يزأر كأسد، ويعمل كفأر، بل نار تأكل «الروح املعنوية» لكوادر أتت لتعمل، وليس لتحارب من أجل حيازة حقوقها، واألنكأ أننا نمنحه راتبا بدرجة مدير إدارة، ومميزات فارهة. يجب اإلســراع بتنفيذ مشروع وطني عاجل لتصحيح مسار «إدارات املوارد الـبـشـريـة» فــي مستشفيات الـحـكـومـة «مـدنـيـة وعـسـكـريـة» والـقـطـاع الخاص، يستند على طرد املتطفلني، غير الحاملني لشهادات متخصصة، أو ستستمر مستشفياتنا بـيـئـات غـيـر صـالـحـة لـلـعـمـل، وبـالـتـالـي نـكـتـب عليها بوابات املقابر.