«الشورى» يحسم خالف مكافحة الهجرة االستيطانية بالتصويت
فاضل يعزز مقترحه بـ 4 مخاطر.. و«األمنية» تتمسك بعدم مالءمته
ينتظر أن يبت مجلس الشورى عقب إجازة عيد األضحى في مقترح مشروع نـظـام مكافحة الـهـجـرة االستيطانية غير املـشـروعـة للمملكة والـــذي قدمه عضو املجلس السابق الدكتور صدقة فاضل، وأوصت لجنة الشؤون األمنية في املجلس بعدم ماءمة دراسته، وذلك من خال التصويت عليه تحت قبة الشورى. ويطالب مشروع النظام املقترح بتشكيل لجنة في الداخلية لحصر املهاجرين غـيـر الـشـرعـيـني ودراســــة أوضــاعــهــم والـتـوصـيـة بـالـتـجـنـيـس، أو اإلقـــامـــة، أو الترحيل وتشجيع سعودة ما يمكن من املهن التي يقومون بها، وضمان وجــود حاجة وعمل ملن توصي اللجنة بمنحهم اإلقامة النظامية. ويشترط النظام ملنح اإلقامة النظامية للمهاجر املسلم أال يقل عمره عن ٠3 وال يزيد على ٠٥ عـامـا، وأن يكون بصحة جـيـدة، ويجيد اللغة العربية تحدثا وكتابة، وأن يكون قد أمضى ما ال يقل عن خمس سنوات في اململكة بعد قدومه النظامي، وأن يكون صاحب مهنة يحتاجها سوق العمل. وبني الدكتور صدقة فاضل أن للهجرة االستيطانية غير املشروعة للمملكة أبعادا سلبية بالغة الخطورة، أولـهـا: األخـطـار االقتصادية وتتمثل في استهاكهم العشوائي للبنية التحتية ومضايقة السعوديني في سـوق العمل وفـي األماكن العامة ومـا يقومون به من تحويات مالية مشبوهة لـبـادهـم، ثانيًا: أخـطـار اجتماعية وتتمثل فـي الـجـرائـم التي يرتكبها معظم هـؤالء، وما يمارسونه من سلوكيات وعــادات سلبية، ثالثًا: أخطار أمنية تتجسد في الجرائم التي يرتكبها أغلب هؤالء وفي إشغال الجهات األمنية بما يسببونه مــن مـشـكـات وإزعــاجــات أمـنـيـة، رابــعــًا: أخــطــار سياسية تتمثل فــي مــا قــد يسببه هؤالء مستقبا من إشكاالت سياسية، تأتي من دولهم األصلية أو من املجتمع الدولي ومنظماته التي قد تضغط على اململكة لتجنيسهم وتقديم الرعاية التي تقدمها الدولة ملواطنيها وغير ذلك من أخطار ال تخفى على املراقبني. وخلصت اللجنة األمنية في ردها إلى أن املقترح تناولته وعالجته أنظمة عدة منها نظام أمن الحدود، نظام الجنسية العربية السعودية، ونظام اإلقامة. إضافة إلـى آليات مكافحة اإلقامة غير النظامية التي تبنتها ونفذتها وال تـزال تنفذها أجهزة وزارة الداخلية املختصة ومنها إطاق حملتني تصحيحيتني نتج عنهما تصحيح أوضاع أعداد كبيرة من املقيمني غير النظاميني، إما بمنحهم حق اإلقامة النظامية وفق مقتضيات نظام اإلقامة أو إبعاد أعداد كبيرة منهم بعد التحقق من هوياتهم، ثم تبعتهما حمات تعقب مستمرة لضبط كل مقيم غير نظامي ومعاقبته هو ومن آواه أو شغله أو تستر عليه، ومنذ سنتني أسندت مهام التعقب والضبط لدوريات األمن العام. كما تم العمل على مكافحة ظاهرة عدم مغادرة اململكة بعد أداء الحج والعمرة والزيارة وكــل مـن دخـلـوا اململكة بتأشيرات مؤقتة لغير العمل، وذلــك بعد انتهاء مــدة إقاماتهم وتأشيراتهم النظامية، إذ وضعت وزارة الداخلية ضوابط آلية حديثة معززه برفع بصمات كل القادمني واملغادرين للمملكة، واعتمدت ضوابط حازمة تجاه شركات الحج والعمرة وجميع جهات االستقدام واالستضافة بتوقيع غرامات وعقوبات كبيرة عليها في حالة عدم مغادرة من جاءوا عن طريقها. وبعد بـدء عاصمة الحزم ثم إعــادة األمــل في اليمن تم تصحيح أوضــاع أعداد كبيرة من اليمنيني الذين راجـعـوا إدارات الــجــوازات باملناطق ممن سبق لهم دخول اململكة بطرق غير نظامية حيث تم منحهم إقامة نظامية وفق مقتضيات نظام اإلقامة، كما أن أغلب إن لم يكن كل السوريني الذين قدموا للمملكة بــعــد األزمـــــــة الـــســـوريـــة دخــــلــــوا بطريقة نـــظـــامـــيـــة. وأســـــهـــــم تطبيق العقوبات خصوصا املالية مــنــهــا بــــحــــزم بـــحـــق جــمــيــع مخالفي نــظــام اإلقـــامـــة وكــــل مـــن ساندهم، في تضاؤل أعــداد املخالفني، كما ستسهم الــرســوم اإلضافية الــــــتــــــي بـــــــــدأ تطبيقها بـــعـــض الـــــوافـــــديـــــن في مــــــــــغــــــــــادرة كـــــثـــــيـــــر من املـقـيـمـني الـنـظـامـيـني غير الـــــفـــــاعـــــلـــــني وبصفة خاصة بعض األسر املرافقة. وأشـــــــــــــــــــــار الـــــتـــــقـــــريـــــر الــــســــنــــوي لــــــــوزارة الـــداخـــلـــيـــة للعام املــالــي ١43٧/36 إلـــى إبــعــاد أكثر مـــــــــــــــــــــن نـــــــصـــــــف مــلــيــون مخالف من املقيمني غير النظاميني، ولهذا لم تــعــد اإلقـــامـــة غير النظامية ظاهرة مــتــنــامــيــة ومقلقة حــــالــــيــــًا فــــــي اململكة مثل مـا كانت عليه في الــســنــوات الـقـلـيـلـة املاضية، وذلك في ظل الجهود املوفقة لـــــوزارة الــداخــلــيــة الــتــي تصدت للظاهرة بكل حرفية وحزم.