Okaz

‪ÃU−?(« oe«bŽ√ nŽUCOÝ Íc « ŸËdAL?‬

- ﻏسان ﺑادﻛوك

قبل البدء بموضوع اليوم املستوحى من طبيعة هذه األيام املباركة من العام، واملرتبط بإمكانية زيادة أعداد الحجاج، أود أوال أن أتقدم إلى ضيوف الرحمن وجميع املسلمني في كافة أنحاء العالم بأصدق التهاني بمناسبة عيد األضحى املبارك الذي استقبلناه يوم أمس؛ سائا الله أن يعيده على قيادتنا وبادنا وجميع الدول اإلسامية بالخير والبركات. كيف نضاعف عدد الحجاج؟ ووفقًا لﻺحصاءات الرسمية فقد بلغ عدد الحجاج الذين وقفوا على صعيد عرفات أمس األول الخميس نحو مليوني حاج، ويبدو جليًا اآلن أن إمكانية استيعاب املشاعر املقدسة ألعداد أكبر من الحجاج سنويًا؛ ناهيك عن مضاعفة أعدادهم إلى 30 مليون حاج عام ؛2030 وفقًا لرؤية اململكة، يرتبط إلى حد كبير بالطاقة االستيعابي­ة ملشعر منى على وجه الخصوص، ويعود ذلك إلى تبني غالبية فقهائنا في العقود املاضية رؤية فقهية أحــاديــة؛ كــانــت حـتـى وقــت قــريــب ال تـجـيـز الـبـنـاء على سـفـوح جـبـال ذلــك املشعر الــحــرام، أولـئـك الفقهاء اسـتـنـدوا في فتواهم على حديث (ضعيف) ينص على أن (مـنـى مـنـاخ من سبق)؛ رغم أن املقصود من الحديث -إن صح- هو منع التملك الشخصي في منى وليس منع البناء فيها بشكل مطلق. واألكــيــ­د أن تلك الــرؤيــة االجـتـهـا­ديـة (غـيـر القطعية)، أدت إلى تأخرنا في األخذ بفتاوى أخرى أكثر انفتاحًا؛ كانت ترى عكس ذلك؛ تماهيًا مع فقه النوازل وما تفرضه املستجدات؛ خصوصًا أن أعـداد املسلمني في تزايد، إذ يبلغ تعدادهم اليوم نحو ٧٫1 مليار مسلم، وكان من شأن قبول فقهائنا (مبكرًا) بجواز بناء أبــراج عالية على سفوح جبال منى، أن يـؤدي ملضاعفة أعداد الحجيج سنويًا، واالســتــ­فــادة مـن الجهود الحكومية الهائلة لتوسعة املشاعر املقدسة؛ والسيما أن البرج الواحد يمكن أن يستوعب بضعة آالف من الحجاج، وكان مما سيدعم ذلك، استمرار تنفيذ املشاريع الضخمة واملـتـتـا­لـيـة لتوسعة املـسـجـد الــحــرام واملـسـعـى واملــطــا­ف ومـنـشـأة الجمرات، باإلضافة لزيادة مساحة املسجد النبوي والساحات املحيطة به. ومما ال شك فيه فإن محدودية املساحة (الشرعية) ملشعر منى -والبالغة نحو 8 كيلومترات مربعة فقط،؛ كانت وال تزال من أهم العوائق (الطبيعية) التي حالت سابقًا دون زيـادة أعـداد الحجاج بشكل كبير؛ خصوصًا أن منى هي واد ضيق تحيط به الجبال- واملساحة املستخدمة منها هي 8٫4 كم مربع فقط أي ما يعادل نحو 61 ٪، أما نسبة الـ 39 ٪ املتبقية فهي عبارة عن جبال وعرة؛ يصل ارتفاع بعضها لنحو 500 متر فوق مستوى سطح الوادي؛ الذي يقضي فيه نحو مليوني حــاج، معظم أيــام حجهم؛ بــدءا مـن يــوم التروية (الـثـامـن مـن ذي الـحـجـة)، وانـتـهـاء بـأيـام التشريق؛ وبـمـا مجموعه 6 أيام، وحتى تتمكن اململكة من استيعاب املزيد من الحجاج، فليس هناك بديل سوى البدء بالبناء على سفوح تلك الجبال في أقرب وقت. الجيد والجديد نسبيًا في األمر هو موافقة هيئة كبار العلماء باململكة الحقًا على مبدأ البناء على سفوح الجبال بمنى؛ وفق ضوابط معينة، تلك املوافقة تنطوي بالتأكيد على فـوائـد كثيرة؛ ال تتوقف عند إمكانية زيـــادة أعداد الحجيج بل تشمل أيضًا فتح آفـاق جديدة وواعــدة للتعامل مع الكثير من تحديات الحج؛ الشرعية واالجتماعي­ة والصحية والخدمية؛ املرتبطة بنمط السكن الحالي في ِمنى وهو املخيمات، مثل حل مشاكل االفتراش والتكدس، وانعدام الخصوصية في الخيام، فضا عن وضع حد ملشكلة ارتفاع درجات الحرارة خال مواسم الحج في فصول الصيف، وتوفير عدد أكبر من دورات املياه، وتحسني الخدمات الصحية، ورفـع مستوى النظافة، وتسهيل إعداد وجــبــات الـطـعـام، ورفـــع كــفــاءة مكافحة الـحـرائـق والـتـعـام­ـل مع األزمات. تــجــدر اإلشـــــا­رة هـنـا إلـــى أن مـجـلـس هـيـئـة تـطـويـر منطقة مكة املكرمة اعتمد في شهر صفر املاضي دراسات ومخططات تطوير املشاعر املقدسة؛ شاملة البناء على سفوح جبال منى، كما تم اإلعان آنذاك عن قرب رفعها للمقام السامي ألخذ املوافقة عليها تمهيدًا للبدء بتنفيذها وفق جدول زمني محدد؛ بالتعاون مع شركة املشاعر املقدسة التي تم إنشاؤها أخيرًا، وما يزيد التفاؤل بسرعة املضي قدما فـي هــذا املـشـروع الكبير والـحـيـوي لعموم املسلمني، هو رئاسة صاحب السمو امللكي األمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمني الشريفني أمير منطقة مكة املكرمة، لهيئة تطوير املنطقة، بما عرف عن سموه من حزم وجدية في العمل، وحرص على املتابعة الشخصية، وتصميم على اإلنجاز املتقن. آما أن ال ننتظر طويا قبل بدء العمل في هذا املشروع املفصلي والتاريخي، الذي سيسهل أداء فريضة الحج؛ ويسمح بزيادة أعداد الحجاج عــامــا بـعـد عـــام؛ بـعـد أن يـضـاعـف الــطــاقـ­ـة االسـتـيـع­ـابـيـة ملـشـعـر مــنــى بشكل تــدريــجـ­ـي، لـيـس ذلــك فحسب بــل إن بـنـاء األبــــرا­ج فــي مـنـى سيهيﺊ اململكة لتحقيق أهدافها الطموحة في قطاع الحج وفقًا لرؤية ،2030 بكل ما تنطوي عليه من آثــار إيجابية؛ لن تتوقف عند إتاحة الفرصة ألعــداد متزايدة من الحجاج ألداء الفريضة كل عام. أخــيــرًا فــإن املــشــرو­ع سينعكس إيـجـابـًا على خلق مـئـات آالف فــرص العمل الــجــديـ­ـدة، وتـنـشـيـط قــطــاعــ­ات اقـتـصـادي­ـة حـيـويـة عــديــدة؛ تشمل املقاوالت واإلسكان والنقل والتغذية والسياحة الدينية والهدايا التذكارية والصيانة، وكــل مــا يـرتـبـط بـذلـك مــن خــدمــات، األمـــر الـــذي سـيـزيـد مــن تـقـديـر املسلمني لبادنا، وسيرفع من نسبة مساهمة قطاع الحج في الناتج اإلجمالي املحلي للمملكة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia