Okaz

‪WOÐdŽ …—uŁ W¹√ `−Mð r‬ «–U*

- yameer33@ hotmail.com يﺤيى ا<مير

فشلت ثـــورات (الـربـيـع الـعـربـي) واســتــعـ­ـادت تونس والقاهرة كثيرا مما كادت تخسره خال تلك األحداث، بينما غرقت سوريا وليبيا، وتدخل التحالف العربي الستعادة الشرعية من أجل اليمن. فكرة الثورة في الثقافة العربية فكرة رومانسية ومثالية وحماسية للغاية، واملخزون الثقافي واألدبي عن الثورات قادم من الثورات التي جابهت االستعمار، كانت ثــورات حميدة رغـم ما شابها من أخطاء وأفرزت لغة خطابية ثائرة فيها شيء من الواقعية وكثير من الشعر والباغة. انتقلت تلك اللغة بالكامل إلى أزمنة االنقابات، وشهدت تلك الفترة أسوأ توظيف واستخدام ملفردات الوطنية والخيانة والفداء والكرامة، ومع كل انقاب يصبح االنقابي وطنيا حرا شريفا واملنقلب عليه عميا خائنا متﺂمرا. تـشـكـل إذن ذلـــك الــقــامـ­ـوس وتـــــوار­ى فــي ذاكــــرة الـثـقـافـ­ة إلـــى أن تمت استعادته مطالع العام 2011 مع تغييرات طفيفة، فلم يعد الخطاب فــي املــنــاب­ــر واإلذاعـــ­ـــات وإنــمــا بـــات عــلــى صــفــحــا­ت مــواقــع التواصل االجـتـمـا­عـي. وأكــثــر مــا ظــل يــتــردد مــن أن تـلـك الــثــورا­ت ثـــورات شابة وأن جيا شابا يقود الشارع نحو التغيير والحريات والديمقراط­ية كان حديثا باغيا عاطفيا، وكان الواقع يكذبه يوميا، حتى منصات التواصل االجتماعي التي كان لها دور في ذلك الحراك كانت مجرد وسائل جديدة حملت ذلـك الخطاب القديم، ولـم تشهد تلك الثورات إعـان ظهور وعي جديد أو لغة جديد، وحتى شباب امليادين الذين أحـــرقـــ­وا اإلطــــــ­ارات وواجـــهــ­ـوا (الــقــمــ­ع)، كــانــوا شــبــابــ­ا فــي مامحهم وأعمارهم بينما تمتلﺊ أدمغتهم بوعي قديم ولغة قديمة وحماس غير واقعي وحال من االستاب الثوري والنشوة التي لم تنتج شيئا. الدولة الوطنية في مصر وفي تونس على مستوى الوعي العام أكثر تجذرا منها في سوريا واليمن وبالطبع في ليبيا، ولذلك استطاعت هــاتــان الــدولــت­ــان الــخــروج مــن أيـــام الــرعــب والــفــوض­ــى بينما غرقت غيرهما، الجيش في مصر وفي تونس كان أكثر وطنية منه في بقية بلدان الفوضى، لم يكن ابن الرئيس أو أخوه أو صهره هو املسؤول عن الجيش، والفساد الذي كان هناك شمل مؤسسات كثيرة منها املؤسسة األمنية، ولكنه لم يتحكم تماما في مؤسسات الجيش، مما مكنه أن يقوم بــدور وطني فـي تلك األحـــداث، وبطبيعة الـحـال ففي ليبيا أو سوريا أو حتى اليمن لم يكن الجيش مؤسسة وطنية، لذلك أصبح جزءا من األزمة. (في سوريا وليبيا النظام بالكامل ليس وطنيا على اإلطاق وهو ما يفسر جانبا من الواقع الذي انتهت إليه). تحمي الجيوش الوطنية أوطانها ولديها تعريف واحــد للعدوان ولـلـواجـب الـوطـنـي، بينما للمؤسسات األمـنـيـة فــي بــلــدان الثورات تعريفها الذي يرتبط غالبا بشكل النظام ومدى بقائه في السلطة، لذا لم تكن املؤسسات األمنية وطنية كما يجب، وهو ما جعلها تستميت فــي حـمـايـة الـنـظـام أكـثـر مــن حـرصـهـا عـلـى حـمـايـة الــدولــة الوطنية (وزراء داخلية بعض بلدان الثورات دخلوا للسجن بينما لم يدخل أحد من الجيش)، وهو ما أحدث مواجهات بني الجهازين. لم تبلغ الثقافة العربية ذلك الواقع الـذي يجعل من الثورات تحوال إيجابيا في مسيرتها، ولم يكتمل الوعي الوطني والوعي بالدولة الوطنية إلى اللحظة التي تصبح الثورة عطاء وخيرا لتلك األوطان بــدل أن تصبح وبــاال عليها، بـل يمكن الـقـول إن الــثــورا­ت التقليدية باتت أسلوبا قديما في التغيير وصناعة التحوالت، ناهيك عن أن تقوم في أوساط تقليدية وأقل مدنية، ولعل أسوأ مؤشر لعدم إمكانية نجاح الثورات ذلك االنفجار الغريب لكوامن التخلف والنعرات من مذهبية وعرقية وطائفية وكيف طفت فجأة على السطح بعد أن ظلت كامنة بسبب هيمنة املؤسسات والنظام الذي رغم سيئاته الواسعة إال أنه ظل حاميا للمعنى الكبير لفكرة الدولة وليست الطائفة وال الجماعة. ما أسهل أن تسمع رأيـا يقول لك بأن التدخات الخارجية هي التي أفشلت ثــورات الربيع العربي الحالم، ألنـه يمكن القول ببساطة إن التدخات الخارجية هي التي أدت لقيامها أصا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia