dŁ_« «c¼Ë d

قال تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم» صدق الله العظيم. مــا حـقـقـه املــغــفــور لــه املــلــك املــؤســس عـبـدالـعـزيـز بــيــده يـعـد أول توحيد سياسي في التاريخ املعاصر وعمره لم يتجاوز 26 عامًا. ال يساورني أدنى شك أن الله سبحانه وتعالى (العلي القدير) قد اختص امللك املؤسس بما حققه من توحيد للمملكة وهيأ له اإلنـسـان والزمان واملال ليكون بحق خادم الحرمني الشريفني وهذا أمر عظيم اختصه الله بعبد من عباد الله الصالحني طيب الله ثراه. ويروى عن امللك املؤسس أنه وجه أبناء ه وبشكل قاطع أن من يتولى منهم البيعة وامللك فله السمع والطاعة والوالء التامني. ولعل امللك املؤسس أدرك بما حباه الله من قدرة وحكمة وذكاء وقوة أن من أسباب عدم استمرار الدولة السعودية األولى والثانية كان هو الخاف والشقاق بني أبناء األسرة وكان له ما أراد ولله الحمد، ألنه طيب الله ثراه لم يكن قارئا للتاريخ فحسب بل كان صانعا للتاريخ وأي تاريخ..... ونحن أبناء هذا الوطن املعطاء وبحمد الله أن قيض لنا الله حكم سيدي امللك سلمان اإلمام العادل وهيأ للمملكة ولي عهده األمني سيدي األمير محمد بـن سلمان بـن عبدالعزيز ذا رؤيــة عظيمة ســدد الـلـه على دروب الخير خطاه. قــال سيد الخلق رســول الله صلى الله عليه وسـلـم (إن الله يبعث لهذه األمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أبو داوود- املاحم- ما يذكر في قرن املائة. حديث صحيح. ولعلي أستقرئ من أحداث التاريخ الذي هو مرآة الواقع واملستقبل لبعض من حكام ووالة األمر ململكتنا الغالية: انطلق امللك عبدالعزيز طيب الله ثـراه في يناير عـام م1902 ويبلغ من العمر 26 عامًا وقضى أكثر مـن 20 عامًا فـي توحيد اململكة على أكثر من جبهة. يليه امللك سعود رحمه الله املـولـود فـي عــام م1902 الــذي قـد شــارك في معركة جراب عام م1915 ويبلغ من العمر آنذاك 13 عامًا وقد تولى زمام األمـور باإلنابة أثناء انشغال امللك عبد العزيز طيب الله ثراه بضم مكة املكرمة عام م1924 وكان لم يتجاوز عمره الثامنة عشر. يليه املغفور له بـإذن الله امللك فيصل مواليد عام 1906 ميادي أدخله والده املؤسس امللك عبدالعزيز في السياسة في سن مبكرة حيث أرسله في زيارات للمملكة املتحدة مع نهاية الحرب العاملية األولى ويبلغ من العمر 13 عامًا، وتجدر اإلشارة الى أن امللك فيصل رحمه الله في ريعان شبابه أوفده امللك املؤسس (طيب الله ثراه) لتمثيل اململكة في املؤتمر التاريخي لتأسيس األمم املتحدة في سان فرانسيسكو. وعــني رحمه الله عــام م1926 نائبًا عامًا لجالة املـؤسـس وهــو فـي سن العشرين. يليه امللك خالد رحمه الله الذي تم تعيينه نائبًا لألمير فيصل بالحجاز عام م1926 ويبلغ الثالثة عشر من العمر. يليه امللك فهد رحمه الله الذي تولى أول منصب كوزير للمعارف ويبلغ من العمر 32 عامًا ووزيرًا للداخلية في األربعني من العمر ثم نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. يليه امللك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الــذي تولى منصب رئاسة الحرس الوطني في نهاية العقد الثالث من عمره. وصوال إلى سيدي خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز أعزه الله ونصره الذي عني عام م1954 أميرًا وحاكمًا للرياض وهو في ســن الـتـاسـع عـشـرة بـاإلضـافـة إلــى الـعـديـد مــن املـنـاصـب واملـهـمـات الذي حملها على عاتقه ومسؤوليته حتى يومنا هذا. ما يحدث اليوم من تغييرات جذرية في الحقيقة هي ليست بغريبة وإنما هي النواة الحقيقية التي زرعها املؤسس (طيب الله ثــراه) وهنا تكمن حكمة وحنكة مليكنا املفدى حفظه الله بالتغيير وضخ الدماء الشابة في الحكم وهو ديدن املؤسس.