طائرة خاصة نقلت أثرياء اخلارج إلى املشاعر
مخيمات فاخرة. (تصوير: عاطف هوساوي) شـارع واحـد يجمعهم والخيام نفسها يستظلون بها، لكن الفارق بينهم التجهيز والخدمات والقرب من جسر الجمرات. هذه السمة الـغـالـبـة عـلـى مخيمات بـعـض الـــدول الـتـي يـزيـد تــعــداد حجاجها على 80 ألـفـا، إذ تجد فـي بـدايـة الـشـارع باتجاه مزدلفة مخيمات خصصت للبعثات وحجاج القرعة والحج العادي، وكلما اقتربت أكثر من الجمرات وجدت تطورا في الخدمات حتى تتملكك الدهشة في نهاية الشارع، إذ تفاجأ باملخيمات لحجاج الدولة نفسها لكنها تختلف كليا عنها، فهي أكثر فخامة ورقيا يصل إلى حد الترف. بـات املـربـع املـجـاور ملنشأة الجمرات عالمة فـارقـة فـي مشعر منى، ففيه أفـخـم املخيمات وأرفـعـهـا خـدمـة، فهي ملتقى رجــال األعمال والـسـيـاسـيـني والـدبـلـومـاسـيـني واملـشـاهـيـر مــن فـنـانـني ورياضيني ودعــاة، وعلى أبوابها يقف حـراس األمـن ملنع أي غريب من مجرد إشــبــاع نـظـره بـمـا لــذ وطـــاب داخـلـهـا. فيما تصطف أمـــام بوابتها املكتسية بــالــرخــام والــــورود واإلضـــــاءات املــلــونــة، عــربــات صغيرة مخصصة لنقل العاجزين من الحجاج الراغبني في رمي الجمار. وقــــررت «عــكــاظ» كـسـر عــزلــة هــذه املـخـيـمـات الــفــارهــة، الــتــي تعرف بالسياحية أو الخمس نجوم، لتعيش مع حجاجها بضع ساعات تكشف خاللها جوانب من طريقة أدائهم الفريضة. لتجد في الخيمة املصرية تجمعا كبيرا من أفراد الطبقة املخملية من مصر والدول الـعـربـيـة، إذ تشعر للوهلة األولـــى أنــك ركــبــت آلــة الــزمــن وخرجت من أجــواء املشاعر، إلـى عالم من الرفاهية والـتـرف، على الجانبني تصطف كــراس بيضاء ذي اسـتـخـدام مـتـعـدد، للجلوس أو النوم، وأخــرى للمساج. يتوسط الخيمة بوفيه ضخم يحمل من أصناف الطعام كل ما يخطر على البال. في حني ينتشر حول الحجاج عدد كبير من العمالة والخدم يوزعون العصائر وقطع الحلوى الطازجة واملبردات باهظة األثمان. وفي مكان ليس ببعيد يقف مشرف الشركة السياحية املشرفة على تقديم الخدمات أشرف شيحة، للرد على استفسارات «عكاظ» حول عدد الحجاج، ليشير إلى أنهم ال يزيدون على 400 حاج، معلال ذلك بأنه كلما قل العدد كان التركيز على جودة الخدمات أفضل، إذ إن فئات حجاجه من رجال األعمال واألثرياء واملشاهير. وبـأريـحـيـة أجـــاب شيحة عــن تــســاؤالت «عــكــاظ» حــول طـريـقـة حج هذه الفئة، قائال: أغلب حجاجنا يأتون لألراضي املقدسة بطائرات خاصة، يصل عدد من أقلتهم الطائرات هذا املوسم نحو 300 حاج، إذ يقصد أغـلـبـهـم املـديـنـة املــنــورة ملــدة يــوم واحـــد فــي الـسـابـع من ذي الحجة، ومـن ثم يتجه إلـى مكة املكرمة في اليوم الثامن ألداء الــطــواف والـسـعـي، وفــي ليلة الـتـاسـع يتم نقلهم بـحـافـالت خاصة تحوي أعلى درجات الرفاهية ملخيمهم املعد في عرفات، ويضاهي فنادق النجوم الخمس، وألن حجاجه من املتعجلني، فإنهم يكتفون بـاملـبـيـت ملنتصف الـلـيـل فــي مــزدلــفــة، ثــم يـتـجـهـون لــرمــي الجمار، واالتــجــاه لـلـحـرم لـلـطـواف والـسـعـي فــي الليلة نفسها، ويعودون بعدها لفنادقهم قبيل صالة فجر يوم العيد. أما عن طريقة مبيتهم في منى، فيقول: ليس لدى هذه الفئة الوقت الكافي للبقاء ثالثة أيــام، بسبب انشغالهم فـي التجارة واألعمال واملـصـانـع والــبــورصــات، لــذا فهم مـن املتعجلني، يكتفون بليلتني فــي مـنـى، تـبـدأ مــن بـعـد صــالة املــغــرب وتنتهي فــي الـثـانـيـة عشرة ليال، فيصلون إلى املخيم من فنادقهم املالصقة للحرم، ويجلسون يتناولون طعام العشاء ويستمعون ملوعظة من أحد نجوم الدعوة في الفضائيات، وعدد من اآليات القرآنية من مقرئي الشركة، ومن ثم يتوجهون لرمي الجمار ومنها إلى الفندق. الــيــوم الـثـانـي مــن أيـــام عـيـد األضــحــى هــو مـسـك خــتــام حــج أثرياء الــخــارج، ففيه يــعــودون ملنى ويبيتون فيها حتى منتصف الليل ثــم يــغــادر كـامـل الــعــدد بـاتـجـاه جـسـر الـجـمـرات بـعـد الـسـاعـة )12( ليال لرمى الجمار، متكئني على فتاوى دعاتهم ووعـاظـهـم. فيما ينقسم الحجاج إلى قسمني احدهما يتجه إلى املطار بعد أن يوصي بالفدية ويــؤدي طـواف الــوداع، فيما يفضل جزء آخر منهم البقاء يوما إضافيا بجوار الحرم. ويغادر الجميع في يوم 14 ذي الحجة بطائراتهم الخاصة. وعــن تكلفة اإلعــاشــة فـي مخيمات الـنـجـوم الـخـمـس، يـقـول مشرف اإلعاشة أسامة فقيها: تتكلف إعاشة ليلة واحدة منها أكثر من 400 ألف ريال، وتتقاضى الشركة ثمن أربع ليال عن طريق الدفع النقدي، ألن جزء ا من الحجاج يقضون يوم الثامن وإن كانوا قلة، فيما يأتي بعضهم إلى املخيم يوم التاسع بعد رمي الجمار، إضافة إلى ليلتي املبيت ليصبح مجموع ما يتقاضونه في ليالي منى األربع، مليونا وستمائة ألف ريال لـ004 حاج فقط. وتـتـم االسـتـعـانـة بطباخني مــن خـمـس جنسيات مختلفة كــل في تــخــصــصــه، بـيـنـهـم ســـوريـــون ولــبــنــانــيــون ومــصــريــون ويمنيون وفلبينيون. ويعود شيحة ليجيب عن سـؤال «عكاظ» حـول تكلفة الــحــاج الــواحــد، ليؤكد أنـهـا تــتــراوح بــني 100-80 ألــف للشخص، حسب الخدمات املطلوبة. الفتا إلى أن النسبة األعلى من حجاج هذه الفئة من املصريني والخليجيني والليبيني واملغاربة والشوام. صالون استقبال. .. واستراحة لتناول الوجبات الخفيفة.