ميامنار متنع مسلمي الروهينغا من احلج
غاب الحجاج الروهينغيون «امليانماريون» عن الحج هذا العام، بعد رفض دولتهم السماح لهم بالتوجه إلى املشاعر املقدسة، رغم أن األعداد املسموح بها في كل عام ال تتجاوز ثالثني حاجا، إال أنهم لم يتجاوزوا ستة أشخاص هذا العام، حسب مصادر «عكاظ». وفــي زيــارة «عـكـاظ» ملخيم الحجاج الـبـورمـاويـني، أكــد عـدنـان محمد صاحب مكتب 115 حجاج بنغالديش أن عدد الحجاج الواصلني بلغ 3980 حاجا، قدمت لهم كافة الخدمات والتسهيالت ووفرت لهم سبل اإلعـاشـة، وتسيير الـرحـالت للتنقل من منى إلـى عرفات والـعـودة إلى مزدلفة، وكافة التحركات بني املشاعر. وقال الحاج أسعد إسماعيل: لم تصادفنا أي مشكالت في طريق زيارتنا إلى املشاعر املقدسة، إذ قدمت حكومة اململكة خدمات جليلة للحجيج، ووجدنا حسن التعامل منذ لحظة صعود الطائرة من مطار ياونقون وحتى وصولنا إلى املشاعر. وأضـــاف أن املـشـكـالت الـتـي تـحـدث فــي أراكـــان حاليا منعت الحجاج الروهينغا من الحج، إذ لم يصل من العدد املسموح به سوى أشخاص عدة ال يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، إذ ال تسمح لهم حكومة مـيـانـمـار بــــأداء الـفـريـضـة بـشـكـل قــانــونــي، نــظــرا إلـــى عدم االعتراف بهم، وعدم منحهم وثائق سفر، بعد أن سحبت منهم السلطات هوية املواطنة، في أكثر من 17 مدينة، ناهيك عن معاناتهم من مشكالت داخلية ومواجهات، بسبب التدخالت الخارجية التي انعكست خالفاتها عـلـى املـسـلـمـني. كـمـا ال تـسـمـح الـحـكـومـة بالذهاب إلـى ياقون لغير املواطنني. واســتــدرك: إال أن من يملكون جوازات سفر يمكنهم التحرك، مشيرا إلـــى أن الــقــادمــني لـلـحـج هـــذا الــعــام هــم في األصــل مواليد البعيدة. وقالت كل من الحاجة حميدة مندلي ومريم مندلي من «مندلي»: هذه أول مــرة نــشــارك فــي الــحــج، وقــد شـاهـدنـا مــا يعجز عــن ذكره اللسان، وتتسعه الذاكرة، فالخدمات التي قدمت لنا في املنافذ واملشاعر، مبهرة، مشيرتني إلى أن توسعة الحرم تدعو للفخر، ونــبــارك للمملكة هــذا الـتـطـور الكبير واملــشــاريــع العظيمة. مـــن جــهــتــه، أكـــد مــديــر املـــركـــز اإلعـــالمـــي الــروهــيــنــغــي صالح عبدالشكور أن ما يحدث في والية أراكان غرب ميانمار بحق أقلية الروهينغا املسلمة، أمر بالغ الخطورة، واصـــفـــا إيـــــاه بــــاإلبــــادة الــجــمــاعــيــة والتطهير الـــعـــرقـــي لــلــروهــيــنــغــيــني الــــذيــــن تعتبرهم أراكـــان ولكنهم يسكنون فـي يانقون وبـعـض املناطق ميانمار مهاجرين غير شرعيني. وقال لـ«عكاظ» تجددت أشكال اإلبادة بشكل متصاعد، إذ أحرقت قــوات الجيش امليانماري عــددا كبيرا من قرى الروهينغا وقتلت اآلالف بالحرق والطلقات النارية، مشيرا إلى أن الوضع اإلنساني سيئ للغاية بسبب انعدام الغذاء والشراب والدواء للفارين من عمليات الجيش امليانماري. وحول تمكني أقلية الروهينغا من أداء فريضة الحج، أوضح عبدالشكور أن حكومة ميانمار ال تسمح لهم بــأداء الفريضة بشكل قانوني، نظرا إلـى عـدم االعـتـراف بهم، وال تمنحهم وثائق سفر، بعد أن سحبت منهم السلطات هوية املواطنة في ،1982 بقانون جائر، ومن يخرج عنوة، ترفض السلطات عودته مـرة أخــرى، وهـنـاك أكثر مـن مليون ونصف املليون روهينغي مسلم محظورون من الحركة والتنقل من البالد بسبب القيود التي تفرضها حكومة ميانمار.