»ﺍﻟﺮﻭﻫﻴﻨﻐﺎ«.. ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ.. ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ
لم تقف السعودية موقف املراقب، ملا يجري من انتهاكات لحقوق املسلمني الروهينغا وحــرق مساجدهم، ولـم تقتصر السعودية على التنديد بأشد العبارات في قتل الشعب الروهينغي املسلم، بـل تواصلت اململكة مـع األمــني الـعـام لـأمـم املـتـحـدة، ونـتـج عن التواصل إدانة فورية من قبل األمم املتحدة. السعودية لن تقبل أيضا باالكتفاء باإلدانة األممية، بل ستطالب خالل اجتماعات الجمعية العامة لأمم املتحدة في نيويوك الشهر الجاري، بموقف حازم وجاد لوقف املجازر البشعة ضد مسلمي الروهينغا الذين يواجهون أبشع الجرائم في العهد الحديث وسـط صمت دولي مقيت. والـسـعـوديـة تمثل قلب للعالم اإلســالمــي وتستشعر آمــال وآالم املسلمني، إذ دعــت لـطـرح قــرار يـديـن انتهاكات حـقـوق املسلمني الــروهــيــنــغــا وحـــــرق مــســاجــدهــم، وتـــواصـــلـــت أيـــضـــا مـــع الــــدول الفاعلة في مجلس األمن بتنسيق مع األصدقاء وطرح موضوع الروهينغا في أعمال املجلس القادمة. إن ما يحدث من ميانمار ضد أقلية مسلمي الروهينغا في ظل تقارير صحفية وحقوقية عــن حــرق مـنـازلـهـم وقـتـل اآلالف خــالل األيـــام املـاضـيـة يـنـدى له الجبني خصوصا في ظل صمت املجتمع الدولي تجاه «مأساة الروهينغا». إن تجرد البشرية من إنسانيتها لم يصل من قبل إلى ما وصل إليه اآلن من تـدن، إذ يتعرض مسلمو بورما منذ سنوات إلى مذابح بشعة، ومـا يعانيه مسلمو الروهينغا من انتهاكات وفظاعات وهجمات دامية يتطلب تدخال دوليا عاجال إلنقاذهم، وإيقاف املجازر ضدهم، ووقف ترحيلهم من قراهم وإحراق منازلهم. إن ما يحدث لهم ليس فقط محل إدانة واستنكار شديدين، بل عار أيـضـا على املجتمع الــدولــي، وعـلـى ميانمار االمـتـثـال للقانون الدولي، وإيقاف هذه الهجمات فورا وتحقيق العدالة لهم وإرساء املصالحة حتى ال يكونوا عرضة مستقبال لشتى أنواع الفظاعات واالنتهاكات مجددا. فقد آن األوان ليسمع العالم أنني الروهينغا ويهب ملساعدتهم ويرفع االنتهاكات والفظاعات الواقعة عليهم. إن ما يحدث للمسلمني في ذلك البلد اآلسيوي املنغلق تنطبق عـلـيـه أوصــــاف املــذبــحــة واإلبـــــادة الـجـمـاعـيـة الــتــي يــدفــع ثمنها املدنيون العزل، فقد تم إحــراق وتدمير عشرات القرى في إقليم أراكــــان ووضـــع نـحـو مـلـيـون نسمة فــي مخيمات غـيـر إنسانية. وما يتعرض له املسلمون في أراكان اليوم جرح من جراح األمة، وقــضــيــة مـــن أهـــم قــضــايــاهــا. وبــيــنــمــا يـحـتـفـل املــســلــمــون بعيد األضحى املبارك، يقتل إخوانهم في الدين، ويذبحون بدم بارد، وتحرق بيوتهم في قرى أراكان على يد مجرمي جيش ميانمار والعصابات البوذية. لقد أغمض العالم عينيه عند الحديث عـن مـأسـاة الروهينغا، األقـلـيـة املسلمة املـضـطـهـدة فــي مـيـانـمـار، وقليلة هــي القرارات األممية التي تتناول هذه املأساة اإلنسانية التي تتفاقم مع مرور كل يــوم، من خـالل ارتـكـاب أعمال بشعة ال تمت لإلنسانية بأية صلة. من املؤسف أن من ترأس الحكومة املدنية في ميانمار حائزة جائزة نوبل للسالم، وهي السياسية املعارضة السابقة أون سان سو تشي... ولكنها فشلت في تحقيق العدالة االجتماعية ورفع املظالم عن فئة من الناس هي جزء أصيل من شعبها وبلدها.. يا ترى هل يصل صراخ الثكالى إلى املجتمع الدولي.. إنه مجتمع أصــم أبــكــم.. ال يسمع إال مـا يـرغـب أن يسمعه وال يشاهد إال ما يريد مشاهدته.