Okaz

‪° w½ËbÐ q UŽ g¹√‬

-

عام مضى وأنا ال أزال نفس الختيار فقير املــفــرد­ات غني األلــم أنبش أيـامـي وأنثرها مثل هندوسي يحرق جثث أحبابه ويبكي على حافة النهر. عام مضى أصبح همي وأنا أودعه كيف أفـك لغم اللقاء باألحباب الـذيـن مضوا دون أن أحترق بوحﴼ وأمتطي صهوة الحنني دون أن يرمي بي فرس الوله الذي يرفض اللجام. عام مضى وأنا ال زلت قادرﴽ على النظر فـي عـني الـشـمـس.. لكن ال أجــرؤ على النظر في عيون طيف «أبــو وجــدي» عبدالله الجفري، و«أبو غنوة» محمد صادق دياب، لقد ضممتهم بذراعي زمنﴼ وشاركتهم سفر العالج والذهاب للمرحاض وأكلنا من نفس الطبق وشربنا من نفس الكأس معﴼ بعد أن تفاقمت عليهم األمراض، بعضها من صنع الرب وأخرى تسبب فيها البشر، أما اآلن فال أجرؤ على النظر في وجوههم كلما عــن طيفهم، رغــم قــدرتــي على مـواجـهـة الشمس.. كــســرونـ­ـي. عـــام مـضـى وال زلـــت أنــمــو كـشـجـرة سنديان وأصنع من الحياة عسال مثل النحل وأسير كل يوم ميال أو اﺛنني مستمتعﴼ وأكتب في الهواء كالمﴼ محببﴼ للنفس، فاألماكن كالبشر هي األخرى تحب عذب الكالم حتى إذا مر أحدهم بنفس الطريق وجده معطرﴽ. عام مضى وال زلت أعتبر أن صوت حفيدتي «ياسمني» أجمل أصوات الكون يضغط صوتها وهي تهاتفني من وراء املحيط على كل الزهور إن تيبست.. تنبت زهور جديدة في عرى القلب باتساع حديقة فوق بحر من الدالل وهي تقول لي «أيش عامل بدوني يا جدو». عام مضى وال زلت أقرأ كل يوم للعبقري املشحون بسحر خاص «مشعل السديري»، ما أروع أن تقرأ وأنت مبتسمﴼ سعيدﴽ منتشيا.. أال يجب أن تشكر إنسانا على نعمة االبتسام.. شكرﴽ «أبا سامي» ألنك تنقذنا كل يوم من الغرق في بحر األحزان وتبعث فينا األمل وتهدي لنا اإللهام.. أظل أحبك كما لم يفعل أحد من قبلي.. أحبك بشكل مطلق. عام مضى وال زلت أمارس ذلك العبث الطفولي في التقاط مكعب من السكر وأقذفه باتجاه زوجتي إن سهت عن وجودي معها. عام مضى وأنا ما زلت أراقب القمر في كل حاالته وأنام ملء جفوني عن شوارد الحياة وال أحلم نفس الحلم مرتني.. أكتب شيئا جديدﴽ كل يوم وال أخجل من تكرار التجارب اللطيفة.. أبحث عن التغير كلما احتجت إلـى ذلـك غير مهتم بغرابة إيقاع الحياة. عام مضى وال زلت أنهض من نومي خلسة مرتديﴼ قناع األحالم الجميلة أبحث عن «أمي» في لحظة ظمأ أتوسل إليها أن نلتقي عند مفترق طرق إلى السماوات.. أقول لها أريد أن ألقاك لثوان وجها لــوجــه يــا زهـــرة الـحـنــاء وحــتــى لــو أصــبــت بـالـعـمـى من بهائك فقد أرى نفسي بشكل أفضل. عام مضى وال زلت أضرب بمشرطي حتى أصل إلى أدق إيـقـاعـات مـن أحــب بينما ينزلق كفي محتضنﴼ كتفه.. أحيانﴼ نحتاج لجرح أنفسنا لقطع جلدنا حتى نجبر كل حقيقة للصعود إلى السطح حتى نصل إلى الصدق الذي يتدفق عبر أوردتنا. عام مضى وال زلت أستجيب لنداء النهر إذا دعاني لتدفع مياهه قاربي إلى مساره املـحـتـوم.. كـل عـام ينقضي يجعل نـــداءات طيور البحر أكثر وضــوحــﴼ.. إنــه الـنـداء األخـيـر الــذي يجعل األمواج تــهــدأ ويـشـطـر ســتــار الـصـمـت الــتــي تـخـيـم عـلـى قاربي املـقـلـوب. عــام مضى أودعـــه وأنــا أستقبل عـامـا جديدا، هكذا كمن ترك الشط بعيدﴽ ومعه كل أيامه.. أيامي التي لم أعرف أبدﴽ كيف أضمها إلى نفسي وال أتركها تضيع.. األمواج تعلو.. وقاربي الصغير يعلو معها حتى يقارب السماء.. السماء التي ترنو، وتـعـرف، وتنتظر،.. ها أنا أســمــع أخــيــرﴽ صـــوت املــــاء.. فـقـط صـــوت املـــاء والنورس األبيض الذي يحط على قاربي غير عابﺊ بشيﺦ هرم.. يلوح له شيء قادم من بعيد.. لعله الفرح!!

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia