الشيخان عبداهلل وسلطان.. رأس جبل الجليد
يبدو أن أحد أكبر مكاسب القطريني من األزمـة الحالية بخالف كشف مخططات وملفات «الحمدين» التخريبية، هو بزوغ شمس العقالء من أهل الدوحة الكرام، وارتــفــاع أصــواتــهــم الــصــادقــة، آمــلــة فــي دوحـــة شـامـخـة ال يـضـيـرهـا تسلق الخونة وال تزلف املرتزقة. وفيما دعــا الشيخ عبدالله بـن علي آل ثـانـي للحكمة لـلـخـروج مـن هذه األزمة، ظهر شيخ آخر واضعا مستقبل قطر نصب عينيه، ورافضًا أالعيب «الحمدين» التي أدخلت اإلمارة الخليجية في نفق مظلم، إذ شكلت إطاللة الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني مصدر اطمئنان وارتياح لدى الشعب القطري، بعد تحركات وسيط الخير الشيخ عبدالله بن علي الهادئة، والتي القت تقديرًا من قادة دول الخليج، وزاد على ذلك ما لقيه من قبول اجتماعي عريض في بالده أخيرًا، بعد دعوته لألسرة الحاكمة وأعيان قطر الجتماع وطني شامل للخروج من األزمة الحالية. وبعد بيان الشيخ عبدالله بـن علي بأقل مـن 24 ساعة ودعـوتـه للعقالء، خــرج الشيخ سلطان بـن سحيم عن صمته، أمس األول (اإلثنني) معبرًا في كلمة فضائية فيما أطــل الشيخ سلطان بـــــــــن ســـــحـــــيـــــم آل ثــــانــــي فـــــي خـــطـــابـــه الــــــــذي أربـــــك «الحمدين» وبعثر أوراقهما، يعتبر مراقبون أن الشيخني عــبــدالــلــه بــــن عــلــي وسلطان بــن سحيم ال يـمـثـالن إال رأس جـــبـــل الـــجـــلـــيـــد مـــــن األصــــــــوات الناقمة داخــل األســـرة الحاكمة فـي قـطـر، مـن املـراهـقـة السياسية الــتــي انــتــهــجــهــا حــمــد بـــن خليفة منتصف التسعينات امليالدية بعد أن نجح في االنقالب على والده. ورغـم الحضور الرصني الـذي مثله عبدالله بـــن عــلــي «ســلــيــل فــــرع عــلــي بـــن عــبــدالــلــه آل ثـــانـــي»، وســلــطــان بـــن ســحــيــم «ســلــيــل الفرع اآلخــر فـي األســرة وابــن عـم حمد بـن خليفة»، إال أن الـعـارفـني فــي الــشــأن الـقـطـري يؤكدون وجود استياء كبير داخل أسرة آل ثاني التي عرفت بعالقاتها املتينة مع األسر الخليجية الـــحـــاكـــمـــة. وقــســمــت ســـيـــاســـات «الحمدين» األســـرة الحاكمة فـي قـطـر، حتى إن عــددًا من أفرادها اختار املنفى، ليبتعد عن وطنه بعد أن أضحى موطنًا للمشوشني واملرتزقة، وبات ينام على وقع قدوم القوات األجنبية املدججة بالسالح. ويعد سلطان بن سحيم االبــــن الــثــامــن لـسـحـيـم بـــن حمد آل ثـــانـــي (أول وزيــــــر خارجية لـــــــإمـــــــارة بــــعــــد اســــتــــقــــاللــــهــــا)، وعــرف عنه مناصرته للقضايا الـــعـــربـــيـــة، امــــــتــــــدادًا لشخصية والده التصالحية والرصينة في العالم العربي. وتوفي والده عام 1985 فــي ظــروف غـامـضـة، بيد أن أصــابــع االتــهــام اتـجـهـت البن عـمـه حـمـد بــن خليفة، الـــذي كان يعمل حينها على الـوصـول إلى الـسـلـطـة وكــســب والءات الرجال املحيطني بوالده.