Okaz

‪°WOŽuOA « XIŠô UJ¹d‬ ‪√Ë AEAEWO$ušù« X dł W¹oeuF‬ «

- ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎﻋﺪ m.assaaed@gmail.com

في عام 1945 اقتحم كل من الجيﺶ السوفيتي والجيﺶ األمريكي األراضي األملـانـي­ـة وتــم إسـقـاط حكومة أملانيا الـنـازيـة التي استخدمت األيديولوج­يا الــنــازي­ــة الـعـنـصـر­يـة ســالحــا ضــد أعــدائــه­ــا، لتنتهي الــحــرب الـعـاملـي­ـة الثانية باقتسام األراضي األملانية، وتحولها إلى شرقية وغربية. فـي أعـقـاب ذلــك تسيدت الــواليــ­ات املـتـحـدة األمـريـكـ­يـة واالتــحــ­اد السوفيتي الـعـالـم كقوتني عظميني، استندت كل منهما على نظام أيديولوجي يعزز من زعامتهما ويصنع لهما مدارا يحتوي الدول املشابهة إليه لتدور في فلكها. جذبت واشنطن العالم الغربي في أغلبه وكثيرًا من الدول املعتدلة نحو النظام الرأس املالي والليبرالي­ة الغربية، بينما أخذت موسكو حلفاءها نحو الشيوعية واالشتراكي­ة االقتصادية وضمت إليها عددا كبيرا من الدول املناوئة للعالم الغربي. نشأ عن ذلك صراع سياسي واقتصادي وأيديولوجي بل تحول إلى كراهية وخوف عميق أدى إلى انقسام حقيقي بني شرق وغرب، كاد أن يتحول في أكثر من مرة إلى حرب مدمرة مريرة مثلما حصل في أزمة كوبا. إال أن أهم شعار في ذلك الصراع كان الحفاظ على األمن الداخلي لكل من القطبني الكبيرين. بل روجت الديموقراط­ية الغربية شعارات أن األمن أهم من الديموقراط­ية، وجرمت كل األفكار التي تيقنت أنها ليست سـوى رداء لتقويض الــدول وتعزيز الكراهية بل وتحقيق انقالب داخل املجتمعات لصالح قوى خارجية، وهو ما حصل بالفعل مع الشيوعية. فقد جرمت الـواليـات املتحدة الشيوعية واعتبرتها فكرا محرما والحقت املؤمنني به في كل قطاعتها، وتحولت الشيوعية إلى تهمة بغيضة كل من يوصم بها يصبح من سقطاء املجتمع، ألنها حسب وجهة النظر الغربية ليست سوى جسر يسهل عبور روسيا الحتالل العالم الغربي وتقويض مكتسباته. لقد شرعت واشنطن عبر مؤسساتها التشريعية إدانة الشيوعية، حتى وصلت إلى استﺌصال الفكر األحمر والحقته في اإلعالم واملؤسسات املدنية والعامة وأصبح كل متهم به سجينا. لم تنته مالحقة الغرب للشيوعية ومثلها للنازية إال بسقوط االتحاد السوفيتي وكل املعسكر الذي يسير في فلكه لقد كانت حرب وجود. عندما أصـــدرت بقية الـــدول الغربية تشريعات تـحـرم الشيوعية الـتـزم بها الجميع، هذا االلـتـزام حمل كل من يخالفه إلـى املحاكمة والعقاب الـفـوري، ولـم تخرج أي أصــوات تقول إنها حرية رأي يجب قبولها والتعامل معها، فال حرية رأي مع أمن األوطان حتى عند سادة الديموقراط­ية وصناعها في العالم. في العام 2014 أصدرت الرياض تشريعات تحرم االنتساب لجماعات إرهابية من ضمنها تنظيم اإلخــوان املسلمني، معتبرة إيـاه تنظيما إرهابيا يهدد الدولة واملجتمع في اململكة العربية السعودية، لقد انتظرت السعودية خمسا وعشرين سنة قبل إصـدار نظام يالحق الجماعة اإلرهابية التي أعلنت حربا وجودية على اململكة منذ العام 1990 عندما التحقت جماعة اإلخوان بمعسكر صدام حسني املناوئ للمشروع السعودي، وحاولت تثوير الشارع من خالل عمالئها من الحركيني والسروريني. في أعقاب صــدور الـقـرار على يـدي امللك عبدالله بن عبدالعزيز وإحالته لــوزارة الداخلية إلصـــدار الـنـظـام، انتظرت السعودية خمس سـنـوات قبل تطبيقه على أرض الــواقــع تاركة للكثير ممن التحق بالتنظيم أو غرر به فرصة للتراجع عنه والتخلﺺ من تبعاته. مع ذلك فإن البعض ممن آمن بفكرة اإلخــوان األممية التي تتناقض مع الفكر الوطني، لم يستفد من تلك الفرصة الذهبية بل انخرطوا في مشاريع مخابراتية وانقالبية ضد بالدهم، لعل أهمها ما يسمى بحراك 7 رمضان، و51 سبتمبر املاضيني، واللذين خلفا هزيمة مدوية للتنظيم داخل البالد. الـيـوم تطبق الــريــاض مـشـروع تجريم، فهل كـانـت تلك الـسـنـوات غير كافية الستيعاب أن الرياض «الجديدة» حازمة جدية في الحفاظ على أمنها، كما باشر العالم الغربي حماية أمنه من الشيوعية، معتبرا إياها جرما ال يمكن التساهل معه. االنضمام لجماعة اإلخوان ليس حرية رأي وال يمكن النظر إليه باعتباره مجرد فكر عابر يمكن التعامل معه، فهو تنظيم إرهابي يسعى لالنقالب على الحكومات القائمة، واستقطاب املجتمعات لتهيﺌتها للمشروع الكبير املمتد من كوالملبور شرقا إلى تطوان غربا. بالتأكيد أن كل قادة هذا التنظيم في السعودية كما بقية الكوادر حول العالم، مستعدون للتخابر والتحالف مع الشيطان من أجل القضاء على دولهم األصلية وتحقيق مشروعهم القائم على الدماء والدمار، فهم يؤمنون تماما أن قيامه يتطلب نقض تلك الدول وهدها بما فيها كما حصل في ليبيا وسـوريـا واليمن وكــاد يحصل في مصر لـوال لطف الله، فهل كنا ننتظر أن يهدوا هذه البالد ويشردوا العباد في السعودية لنبدأ بعدها في لوم أنفسنا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia