التوغل لم يقتصر على الرجال!

لم يكن توغل اإلخوان املسلمن أمرًا خفيًا، إذ تعتبره عضو مجلس الشورى في دورته السابقة الدكتورة هيا املنيع أمرًا معروفًا وملموسًا من الجميع، ويطرح نفسه من خالل تكريس ثقافة التشدد التي اعتلت كامل منصات التعليم. وتوضح املنيع األكاديمية في جامعة األميرة نورة في حديثها إلى «عكاظ» أن توغل اإلخوان أنتج طالبًا يستنكر إنشاد السالم الوطني وآخر يستنكر مفردة الوطنية، الفتة إلى أن وجود «اإلخوان» في املؤسسات التعليمية لم يقتصر على الرجال، بل امتد إلى النساء، و«الشواهد واضحة». وتشير إلى أن سيطرتهم كانت تمتد إلى األنشطة غير املنهجية «منطقة الحراك الحر والعميق، ويمكن اعتباره القوة املكملة للمنهج الخفي الذي يتم في القاعات الدراسية». مضيفة «وعليه وجدنا املنتج مجموعات شابة انتماؤها لألمة يسبق انتماءها الوطني، بل إن الوطن بالنسبة لهن ليس إال حفنة تراب كما تقول أدبياتهم». وتقول إن أنشطة املصلى اتسعت وغيبت بقية األنشطة إلى حد اإللغاء ألغلبها والضعف لبقيتها، «غاب املسرح املدرسي وغابت كافة الفنون، وضعفت األنشطة الرياضية، وأصبحت الـرحـالت منفذا آخــر للتغذية الفكرية وليس لـزيـادة االطــالع واالرتباط بالوطن». وال تغفل املنيع سيطرتهم في وقت ما على املراكز الصيفية التي خضعت لنفس الفكر، حيث التركيز على الجهاد مع تعميق ثقافة املوت، وربط ذلك بمغريات الحور والخمر الحالل مستغلن حماس الشباب مع مالحظة أن البيئة االجتماعية بمكونها الثقافي باتت أرضا خصبة لنمو فكرهم مع تغلغل ثقافة التشدد، وصارت ثقافة مظهر التدين محرضا الحترام الشاب والفتاة ولـيـس قيمته العلمية وإنـتـاجـه الـوطـنـي. وتـشـدد املنيع على أن مـا يميز هذا التنظيم أنه منظم من الداخل ويساند بعضه رجاال ونساء وأنشطتهم غالبا متكاملة وال ينقصها العنصر املـالـي ولـيـس لديهم شــيء مـؤجـل وال يخضع عملهم للصدفة أو التسويف.