تعيني املرأة «جنب»
خــرجــت الـصـحـف مبتهجة بـخـبـر تـعـيـني الــســيــدة إيمان الـغـامـدي بمنصب مساعد رئـيـس بلدية محافظة الخبر لتقنية املعلومات ورئاسة قسم الخدمات النسائية.. وألن الـخـبـر مــفــرح إلدخــــال املــــرأة فــي املــنــاصــب القيادية إال أن الــخــشــيــة مـــن هــــذا الــفــعــل ظــلــت حـــاضـــرة مـــن قبل مـسـؤولـي أمــانــة املـنـطـقـة الـشـرقـيـة، وتـظـهـر هــذه الخشية من خالل التصريح الـذي اعتبر أنه توضيح لقرار تعيني السيدة إيمان الغامدي، وأن التعيني جـاء لوجود حاجة مـاسـة للعنصر النسائي بسبب قـيـام األســـواق التجارية واملتخصصة بعمل النساء وتحقيقا لرؤية 2030 بأهمية مشاركة العنصر النسائي في تولي املناصب القيادية فقد تـقـرر تعيني الـسـيـدة إيـمـان الـغـامـدي فـي منصب مساعد رئيس بلدية الخبر.. هــذا اإليــضــاح أو التبرير مــصــدره الــخــوف على املنصب الــذي يتواله األمــني، لذلك أصــدر تبريرا يحميه من مغبة التأويل أو اللوم في اتخاذ مثل ذلك القرار، وصدور القرار (فـــي هـــذه الــحــالــة) ال يــوضــع فــي خــانــة املـــبـــادرة وتحمل مسؤولية باتخاذ القرار الجريء (وإن تم أخذه فال بد من مسبب) وهذا ما جاء به التصريح وذكر املسبب للتعيني بمعنى لو لم تكن هناك رؤيــة 2030 ملا تم اتخاذ القرار، والتصريح وذكر السبب يوضحان أزمة اتخاذ القرار بما يخص املرأة لدى كل مسؤول في البلد وكأن فعل التعيني مسألة يجب نفيها كفعل طبيعي وإظهار أن الفعل حدث من أجل الحاجة املاسة.. هـذا الوضع املضمر من الخشية يعتري كل مـسـؤول، ألن االقـــتـــراب مــن املــــرأة وتـمـكـيـنـهـا مــن الــقــيــادة أمـــر يـعـد من الــجــرائــم املجتمعية الــتــي تـثـيـر الـــزوابـــع حـــول املسؤول، وتحوله إلــى كعبة للزائرين املحتسبني (هــذا على حسن الظن أما على الجانب األسوأ فإن املحتسبني سوف تنهال شكواهم من ذلك املسؤول واعتباره محاربا لله ورسوله) ولذلك فإن أي قرار بتقديم املرأة إلى املناصب القيادية يعد فعال بطوليا من غير إيجاد املسبب للتعيني.. وألن لـلـحـيـاة احـتـيـاجـات فــإن تـقـديـم املــــرأة فــي املناصب القيادية يعد أمـرا طبيعيا وال زلنا في الخطوات األولى مللء االحتياجات الوظيفية األساسية سواء برجل أو امرأة، فاألمر ليس مقتصرا على مساعدة فقط فكما دخلت املرأة إلــى جـل الـوظـائـف فــإن التصنيف الوظيفي يجعل منها رئيسة أو مرؤوسة.. يحدث هذا في كل الوظائف بما فيها الـقـضـاء، إذ بـاإلمـكـان أن تـكـون املـــرأة قاضيا (وال تعتبر واليـــة عــامــة وإن أجـــاز بـعـض الـفـقـهـاء بـــأن تــكــون للمرأة الوالية العامة).. والواقع يثبت أن املرأة تمأل مكانها وتقدم عمال رائعا يتوافق مع وضعيتها كموظفة أو كمستشارة أو عضو فـي املجالس الـعـديـدة.. انتهى عمر تكبيل عمل النساء وأصبح الزمن بحاجة ملن يعمل فقط، بغض النظر عن الجنس واللون.. أخــيــرا أقـــول إن الـحـيـاة تخلق أدواتــهــا وفــق صيرورتها واألدوار التي تسهل حركتها.