القحطاني يقهر اإلعاقة بـ«التطوع»
قهر الشاب الثالثيني فيصل القحطاني إعاقته الفكرية بالعزيمة واإلصــــرار، وأثـبـت للجميع أن العجز ليس جــســديــا، بــل هــو االســتــســالم واالرتـــهـــان لــعــدم تطوير الذات، وحقق الشاب ذاته بالعمل متطوعا في مهرجان صيف الشرقية 83، ولم يقتصر األمر عند هذا الحد، بل أجبر قائد املتطوعني في املهرجان على إسناد مهمات خاصة له، تركزت في تنظيم الخيمة الشعبية، أحد أكثر الخيم ازدحاما في املهرجان، والتي تشهد يوميا مئات الــزائــريــن مــن الـسـاعـة الــرابــعــة عــصــرا وحــتــى العاشرة والنصف مساء. يــقــف الــقــحــطــانــي فـــي أحــــد أركــــــان الــخــيــمــة مستعينا بــعــكــازتــه الــخــاصــة ويــضــع فــي أذنــــه ســمــاعــة السلكية لهاتفه املحمول يتلقى عبرها تعليماته من قائد فريق املــتــطــوعــني، ويــضــع حـــول عـنـقـه بـطـاقـة الــتــطــوع التي يفتخر بـوضـعـهـا، بـحـسـب قــولــه، عـيـنـاه تــجــوبــان في املكان بحثًا عن أي مالحظة. ســاعــات يقضيها فـيـصـل دون كـلـل أو مـلـل أو تعب، فــي خــدمــة الــــزوار وهـــو فــي قـمـة الــســعــادة والفرحة؛ ألنه يؤدي واجبه تجاه مجتمعه الذي يعتبر نفسه جزءا ال يتجزأ منه. وأوضح قائد الفريق التطوعي حـسـام الــزهــرانــي أن فيصل القحطاني عــرف عنه حـبـه للعمل الــتــطــوعــي، إذ شـــارك فــي الــعــديــد من املهرجانات والفعاليات التي أقيمت في املنطقة الشرقية، وهو يصر في كل مهرجان على العمل طيلة فـتـرة إقـامـتـه دون كـلـل أو مـلـل، مبينا أن فيصل من أكثر الشباب املبدعني في العمل التطوعي رغم إعاقته الفكرية، بيد أنها لم تمنعه من العمل مع باقي أعضاء الفريق، الذين يعتبرون مشاركته إضافة لعملهم التطوعي، مشيرًا إلى أن جميع أعضاء الفريق يقدمون لفيصل الدعم الكامل طوال فترة العمل. وذكر الزهراني أن ما يميز فيصل هو قوة التحمل التي تـدفـعـه للمشاركة فــي املـهـرجـانـات واألنــشــطــة والعمل لساعات، الفتًا إلى أنه يتولى بعض املهمات التنظيمية واإلشرافية في الخيمة الشعبية في املهرجان.