أول عميدة في جامعة اإلمام: نفتش هواتف الطالبات بحثًا عن رسائل «الشباب»!
أثـــــارت أول تــصــريــحــات لـعـمـيـدة مــركــز دراســـــة الطالبات بــجــامــعــة اإلمـــــام مـحـمـد بـــن ســعــود اإلســالمــيــة الدكتورة مــوضــي الــدبــيــان، بـعـد تعيينها األســبـــوع املــاضــي كأول ســيــدة تــتــولــى هــــذا املــنــصــب، جــــدال واســـعـــا بـــني طالبات الجامعة، والوسط التعليمي، بتأكيدها أن لجان التوعية في الجامعة يفتشون هواتف الطالبات بحثا عن محادثات مع الشباب، ومعرفة خط سيرهن ومع من خرجن. وقالت عميدة مركز الطالبات الدكتورة موضي الدبيان في حديث تلفزيوني أمس األول (الجمعة)، إن لجان التوعية فــي الـجـامـعـة تـفـتـش الــهــواتــف للتقصي عــن املــكــان الذي ذهـبـت إلـيـه أي طـالـبـة، خـصـوصـا فــي حــال عـودتـهـن بعد انتهاء الـــدوام الـرسـمـي، وللتأكد مـن أنها لـم تكن خارجة «خروج خاطئ». وشن نشطاء عبر موقع التواصل االجتماعي هجوما عنيفا على حديث أول عميدة يتم تكليفها في هذا املنصب املهم، معتبرين أنه تدخل سافر وغير قانوني في حرية الطالبات الشخصية، وأن الجامعة يفترض أن يكون دورها تعليميا بحتا، خصوصا أن الطالبات في سن الرشد وغير مقبول منها أن تقوم بدور األهل. لكن وكيلة كلية العلوم االجتماعية بالجامعة الدكتورة هـنـد الــرمــيــان، انــبــرت لـلـدفـاع عــن رأي زميلتها الدبيان، وغــــردت عـبـر حـسـابـهـا عـلـى مــوقــع الــتــواصــل االجتماعي «تــويــتــر» أمـــس، وقــالــت: لــو تـعـلـمـون مــا تــواجــه موظفات التوعية من مشاكل أخالقية بني الطالبات لكنتم عونا لهم حتى نساهم في تطهير املجتمع، واستدركت بعد عبارة تطهير املجتمع، التي هوجمت بسببها، وقـالـت: برنامج التوعية كأي برنامج قد نطالب باإلصالح والتطوير. واتــهــمــت طــالــبــات لــجــان الــتــوعــيــة واإلرشــــــاد فــي جامعة اإلمام، بأنها السبب في تعرضهن للفصل التعسفي، حسب وصفهن، والحرمان من إكمال الدراسة، واإليقاف اإلداري، أو الدخول إلى االختبارات، في حال رفضت تسليم هاتفها لتفتيشه، أو كانت ترتدي تنورة أو عباءة ملونة. وكشفت طالبة أنــه تـم توقيفها إداريـــًا عـن دراستها وهي في مستوى متقدم بسبب رفضها فتح هاتفها لتفتيشه من قبل لجان التوعية في الجامعة. وقالت أخرى -فضلت عدم الكشف عن هويتها-، لـ«عكاظ»، إنه في حال رضخت الطالبة وقامت بتسليم هاتفها النقال ملـوظـفـات الـتـوعـيـة، فــإنــه فــي حــال تــم الـعـثـور عـلـى مقطع موسيقي، أو صــورة مقتبسة من فيلم، أو أي شـيء خارج نطاق الجامعة، فإنهن على الفور يقمن بحفظ كل ما وجد في هاتف الطالبة من صـور ومحادثات ويتصلون بأهل الطالبة بغرض التشهير وإثارة املشاكل، خصوصا إذا كان هناك تشكيك في تصرفات الطالبة. وأوضحت الطالبة املتوقفة حاليا عن الدراسة بعد رفضها تفتيش هـاتـفـهـا، أن هـنـاك الكثير مــن الـطـالـبـات تضررن ودخــلــن إلــى دار الــرعــايــة بسبب هــذه األنــظــمــة، وبالتالي فقدن مستقبلهن الدراسي والوظيفي. وقالت طالبة أخرى، إنه تم إيقافها إداريا من الجامعة، بعد رفضها تفتيش هاتفها، مـؤكـدة أنــه يتم الضغط عليهن لتفتيش الهواتف، والحكم عليهن باملظهر سواء قصة شعر أو عباءة ملونة. وعلمت «عكاظ» أن مجموعة من الطالبات، يعتزمن حاليا توكيل محام باسم جميع املتضررات وإحالة قضيتهن إلى ديوان املظالم ضد لجان التوعية في جامعة اإلمام من أجل إنصافهن وإعادتهن إلى مقاعد الدراسة.