طوارئ الطوارئ
قسم الــطــوارئ )ED( لـه أسـمـاء أخــرى مثل: قسم الطوارئ والحوادث، قسم اإلصابات، قسم الحاالت الحرجة.. وكلها تعني الحالة التي تحتاج إلى تدخل طبي متخصص. وهو قسم بدأ فعليا في مستشفيات العالم في ثالثينات القرن املاضي، وتطور خالل عشرات السنوات حتى أصبح قسما منفصال يعمل فيه أطباء متخصصون في (طب الطوارئ)؛ وأصـبـحـت كـلـيـات الـطـب تمنح درجـــة الـبـكـالـوريـوس في (طب الطوارئ)؛ كعلم يهتم بالتعامل الطبي باهتمام بالغ وســريــع مــع الــحــاالت الـخـطـرة الـتـي ليس لها سـجـالت أو مواعيد سابقة. معظم املستشفيات الحكومية واألهلية تعاني من ضعف االهتمام بهذا القسم وزواره. وقد رفعت شكاوى كثيرة عن هذه األقسام لــوزارة الصحة تتعلق بتزايد الحاالت التي تتفاقم - لتصل حـد الــوفــاة بسبب تـأخـر مباشرة الحالة الطوارئ.. فـقـامـت الـــــوزارة بــدورهــا بمعالجة الــوضــع عــن طريق استحداث نظام يسمى (فرز الحاالت) ألقسام نــظــام فــــرز الـــحـــاالت تــســبــب بــــــدوره فـــي تــكــدس املرضى واملــراجــعــني داخـــل هـــذه األقـــســـام. وأعــطــى مــبــررا نظاميا لــألطــبــاء واملـــســـؤولـــني لــتــأخــيــر حــصــول املــراجــعــني على الخدمة الطبية. وارتفع صـوت املسؤولني الذين يعيدون أســبــاب الــتــكــدس واإلهـــمـــال فــي أقــســام الـــطـــوارئ إلـــى قلة وعي املجتمع في تصنيف الحاالت الطارئة: (ليصل حد نزالت البرد والنزالت املعوية.. أو قياس السكر في الدم).. وأن معظم حاالت الطوارئ الواردة لهم: (ال ينطبق عليها تعريف الــطــوارئ). وبـهـذا تـم حصر معاناة الــطــوارئ في زيادة عدد املراجعني. التنظيم (الـــفـــرزي) الـــذي ينظم عــدد املــراجــعــني لـيـس كل املعاناة أو جوهرها. ففي األساس أقسام الطوارئ تعيش عــلــى هـــامـــش اهـــتـــمـــام املــســتــشــفــيــات مـــن حــيــث النظافة وتوفر األدوية واألدوات التي تساعد على تحقيق مفهوم (الـــطـــوارئ).. ناهيك عــن عــدم تـوفـر األطــبــاء فــي اإلجازات الرسمية ونهاية األسبوع. حتى على مستوى املستشفيات الخاصة، زيـارة واحـدة ألي قسم طـوارئ في أي مستشفى يظهر حقيقة أن (الطوارئ) في حاجة إلى طوارئ. املطلوب من وزارة الصحة ليس وضـع نظام (فــرز) فقط، ولــكــن تـحـسـني حــالــة أقــســام الـــطـــوارئ فــي مستشفياتها واملــســتــشــفــيــات األهـــلـــيـــة الــخــاضــعــة لــنــظــامــهــا. فأقسام الـــطـــوارئ مـلـيـئـة بــاملــرضــى الــذيــن يــنــامــون فــي الطرقات واملمرات الضيقة.. فوق األســرة وتحتها.. أمـام البوابات.. واملراحيض. هذا القسم يجب أن تكون له أولوية وأن يحظى بكل أنواع االهتمام. ويجب أن تعامله الوزارة على أنه واجهة أدائها وتطورها وتنظيمها. فــإذا كانت أقـسـام الـطـوارئ رديئة، فكل مـا تفعله الـــوزارة لـن يشفع لها للخروج مـن وصمة (رديئة).