القطاع اخلاص: شريك كامل
الـتـقـاريـر االقــتــصــاديــة تـشـيـر إلـــى أن نسبة النمو فـي االقـتـصـاد الـسـعـودي ليست على قدر املأمول. هناك أسباب كثيرة من املمكن تقديمها لتفنيد وتوضيح سبب هذه الحال، وهي أسباب قـابـلـة لـلـحـوار والــنــقــاش. فـهـنـاك تشكيل جــديــد يتكون للسوق السعودية حجم أصغر وتنافسية أكثر شراسة ونسب ربحية أقل وخروج عدد كبير من املستهلكن نتاج حمات تصحيح أوضاع املقيمن املخالفن، باإلضافة إلى ارتفاع تكلفة األعمال نتاج رسوم مستحدثة ومصاريف جديدة. كل ذلك كان من شأنه أن يحدث تباطؤا متوقعا نتاج إعادة هيكلة السوق ولكن املسألة لها أبعاد أخرى مـهـمـة. مـنـاخ األعــمــال بـحـاجـة ملـحـفـزات وأهـــم املحفزات مـا يتعلق باملستثمر الـوطـنـي رجــل األعــمــال السعودي نــفــســه. والـــــــــوزارات املــعــنــيــة فـــي الــحــقــائــب االقتصادية تتعامل مع قطاع األعمال الخاص وكأنه خصم لها وأنه «مجبور» على اإلذعــان لكل الطلبات والشروط بدال من معاملته كشريك و«زبون» يحب تسهيل مهمته وإغراؤه باالستثمار محليا فـي ظـل تنافس مفتوح فـي العالم. القطاع الخاص السعودي كان دوما سندا وشريكا عظيما ويعتمد عليه في السراء والضراء، وقد نجح وأنجز أهم املشاريع والنجاحات وتـرك عامات فارقة في قطاعات مختلفة عبر مبادرات عظيمة واستثنائية ال تزال بيننا حــتــى الـــيـــوم مـخـلـفـة أســـمـــاء مــتــألــقــة والمـــعـــة وناجحة مثل العليان وجميل وفقيه واملهيدب والـفـوزان وكامل والــبــواردي وبـن الدن وغيرهم مـن األسـمـاء األسطورية. القطاع الخاص في السعودية بحاجة ألن يشعر بالثقة واالطمئنان وأن يكون لـه نفس الترحيب واإلقـــدام كما يلقاه القطاع الخاص األجنبي الذي تقدم له التسهيات من قبل وزارات األعمال املعنية بذلك األمر. اتجاه الدولة اليوم واضح لتخصيص بعض القطاعات ورأينا نتاج ذلــك بشكل فـــوري ومـبـهـر فــي قـطـاع املــطــارات الـــذي بدأ يشهد تحوال ملموسا فـي فعالية وكـفـاءة الــقــرارات مع تسليم اإلدارة للقطاع الخاص ومن املتوقع أن نرى ذات الشيء في قطاعات التعليم والصحة واملوانئ والسكك الــحــديــديــة. مــتــى مـــا مــنــح الــقــطــاع الـــخـــاص اإلحساس بــاألمــان واالحــتــرام وفـرصــة الـشـراكـة الـعـادلـة والفرصة املوضوعية فهو قــادر على األداء املبهر، ولكن متى ما زرعت في طريقه األشواك وعومل بازدراء وصوبت صوبه أسـهـم االتــهــام وأصــابــع التخوين وسـمـح لــه أن يتحول إلى كيس ماكمة تكال عليه كل اللكمات الغاضبة فهذا سيكون محبطا على أقـل تقدير وأبسط وصـف. القطاع الخاص في السعودية ثروة وطنية ال تقل أهمية عن أهم الشركات والنفط نفسه والبد من إعـادة النظر في مناخ األعمال الحالي واالستعانة بكفاءات قيادية ذات خبرة استثنائية من رجال األعمال السعودين ملساعدة الدولة على تنمية االقتصاد وهذا يعمل به في الواليات املتحدة األمريكية وأملانيا وبريطانيا واليابان وروسيا وكندا على سبيل املثال. هناك خلل في أداء بعض وزارات قطاع األعمال مع القطاع الخاص املحلي وعـدم توفير املناخ املطمئن لهم ألن الـقـاعـدة االستثمارية األسـاسـيـة تقول إذا فـشـل أي اقـتـصـاد فــي جــذب املستثمر الـوطـنـي فهو سيكون فـي مهمة صعبة الستقطاب املستثمر الدولي. لتكون األولوية إيجاد السبل الفورية إلزالة العقبات أمام القطاع الخاص املحلي وإعادة النظر في بعض املسائل املـعـيـقـة لــه وجـعـلـه شـريـكـا حقيقيا وكــامــا فــي مسيرة النمو والتنمية.